مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

“حاشاك”.. كلمة تعتذر النساء بها عن العادة الشهرية تحولت إلى اسم حركة تدعم المرأة في المغرب

“حاشاك”.-كلمة-تعتذر-النساء-بها-عن-العادة-الشهرية-تحولت-إلى-اسم-حركة-تدعم-المرأة-في-المغرب

قبل عدة سنوات، استوقفت دراسة أجريت حول الصحة النسائية في المغرب الناشطة سارة بن موسى. الدراسة أكدت حينها أن نسبة النساء القادرات على الحصول على فوط صحية في المغرب لا تتجاوز 30%، بينما تعاني باقي النساء من الفقر وعدم القدرة على الوصول إلى مثل هذه المنتجات الصحية.

برغم أن هذه الأرقام تدعو للقلق، لا تلقي وسائل الإعلام المغربية الضوء بشكل كاف على مثل هذه القضايا. إلا أن بن موسى ترى أنه من الأهمية بمكان مشاركة مثل هذه الإحصائيات والأرقام بشكل واسع، من أجل رفع الوعي حول هذه القضية خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقررت في يناير/ كانون الثاني 2019، برفقة زميلتها ياسمين لاهلو، إطلاق صفحة خاصة على انستغرام لحركة “حاشاك“، من أجل رفع الوعي بشأن الفقر الذي يمنع النساء من الحصول على الفوط الصحية.

تحدثنا إلى سارة بن موسى عن هذه المبادرة، فقالت: “هدفنا الأول كان زيادة الوعي بهذه الأرقام والإحصائيات. أردنا أيضا أن نسلط الضوء على قضية صعوبة الوصول إلى الفوط الصحية في المغرب، وكيف يؤثر ذلك عليهن”.

أما عن التسمية، فتقول سارة: “حاشاك بالعربية تستعمل عندما يتحدث شخص ما عن موضوع سيئ أو يخلو من النظافة. النساء في المغرب يستعملن هذه الكلمة كثيرا عند الحديث عن العادة الشهرية.. فنحن كنساء يحتم علينا الاعتذار في وقت العادة الشهرية”.

ومنذ إطلاقها، وصل عدد متابعي الصفحة حتى الآن إلى أكثر من 51 ألف شخص، وتطورت من كونها صفحة على انستغرام تركز على العادة الشهرية لدى النساء في المغرب إلى منصة نسوية تعالج جميع القضايا التي تتعرض لها النساء في المغرب في السياق الاجتماعي، مثل العنف المنزلي، والتحرش الجنسي.

وترى بن موسى أن المجتمع اليوم مستعد للاستماع إليهن وإلى ما يقمن به، وتفهم أهدافهن لا بل وتبنيها أيضا. وتضيف: “هذا المجتمع نشيط جدا على منصاتنا، ومهتم جدا بدعمنا بأي شكل كامل، سواء كان ذلك دعما ماديا أو زيادة الوصول إلى منشوراتنا والتفاعل معها بشكل أكبر”.

في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قادت حركة “حاشاك” حملة #MeTooUniv على انستغرام، على إثر فضيحة الجنس “مقابل العلامات” في مدينة وجدة شمال شرقي المغرب. فقد تلقت سارة بن موسى العديد من الرسائل من طالبات في كلية الاقتصاد في الجامعة تندد بما قام به أحد الأساتذة هناك حين كان يطلب من الطالبات “خدمات جنسية” مقابل الحصول على علامات عالية. المنشور حظي باهتمام بالغ، وتمت تغطيته من قبل العديد من وسائل الإعلام المغربية، وتم في النهاية حبس الأستاذ لمدة عام.

وبعد انتشار القضية بشكل أكبر، تواصلت المزيد من السيدات مع سارة بن موسى لمشاركتها تجاربهن الشخصية المرتبطة بالتحرش الجنسي في الجامعة، وامتدت هذه الحملة لتصل إلى كل مدن وبلدات المغرب.

حول هذه الحملة، تقول بن موسى: “كانت هناك فوضى عارمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الجميع كان يتحدث عن هذه القضية. كلما رن هاتفي في تلك الفترة، كان الأمر يتعلق بأمر جديد يتعلق بهذه الحملة”.

وعلى مدار العامين الماضيين، تلقت سارة بن موسى ردود أفعال متباينة من الناس في المغرب. البعض كان يعبر عن دعمه للحركة، بينما كان البعض الآخر يهاجم تعرضها لمثل هذه الموضوعات الحساسة، ففي النهاية، كما يقولون، المغرب بلد محافظ، ولا يجب التحدث في مثل هذه الأمور الجدلية

أما عن أكثر المتفاعلين مع الصفحة على الانستغرام، تقول سارة بن موسى إنهم من الشباب، وخصوصا الجيل Z، وهم مستخدمون شرهون لمنصات التواصل الاجتماعي، وأكثر انفتاحا للحديث عن القضايا الجدلية في بلدهم، كما أنهم معتادون على التفاعل مع المنشورات التي تنشر على صفحة “حاشاك” وعبر صفحات أخرى.

وتضيف بن موسى: “الشباب اليوم أكثر انفتاحا من أي وقت آخر. بسبب الجائحة والإقفال العام، أصبحوا مقبلين بشكل أكبر على استخدام الإنترنت، واستهلاك المحتوى، والبحث، إضافة إلى أنهم أكثر تقبلا لقضايا المرأة، وقضايا المثليين، والبيئة وحقوق الحيوان وغيرها”.

من الجدير ذكره أن حسابات اجتماعية لمبادرات مختلفة مثل “حاشاك” و “حشومة” وغيرها أصبحت الطريقة الوحيدة أمام الشباب في المغرب لاستكشاف آراء مختلفة، والوصول إلى معلومات متنوعة حول القضايا الاجتماعية في المغرب، فالبيئة التعليمية في المملكة لا تسمح بتداول هذه الأفكار، كما أن المناهج التعليمية لا تقوم بتدريسها.

ويفتقر النظام التعليمي في المغرب إلى الآليات الأساسية في الحفاظ على استدامة النقاش السياسي والاجتماعي المتعلق بالتحرش، والفقر، وحقوق المرأة. فكل ما على المعلمين والمعلمات القيام به هو تدريس المواد، من دون فتح باب النقاش مع الطلاب والطالبات. فتبقى المنصات الاجتماعية وصفحات الناشطين هي السبيل الوحيد أمامهم للمشاركة في النقاش الدائر.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً