لقد مر أكتر من عام و نصف تقريبًا منذ أن قلبت جائحة كورونا عالم المال والأعمال رأسًا على عقب، حيث أغلقتالجائحة الأبواب أمام مئات المؤتمرات والمعارض التجارية في عام 2020وتم تأجيل أو إلغاء العديد من الفعاليات.ولذلك، ذهبت العديد من الشركات و المؤسسات إلي العالم الأفتراضي عبر الإنترنت كحاضنة للأعمال ولأقامةالمعارضوالفاعلياتالفنية و التجارية و الأقتصاديةللبقاء على اتصال مع مجتمعهم المهني وعملائهم.
العديد من الشركات و المؤسسات تري الأحداث الافتراضية على أنها ليست مجرد ضرورة ، ولكنها فرصة مربحة لكل من المؤسسات والحضور – حتى بعد الحياة يعود إلى الوضع الطبيعي.ففي حين أن هناك أملًا في السيطرة على التأثير البيولوجي لجائحة كورونا قريبًا مع تسارع وتيرة التطعيم ، فإن التأثير النفسي والاقتصادي للفيروس سوف يستمر لفترة أطول،و سيكون من الصعب على المنظمات الوصول إلى توافق في الآراء حول بروتوكولات السلامة الصحية المناسبة اللازمة لحماية الحاضرين في الحدث المباشر من التهديدات المعروفة وغير المعروفة.
وبالنظر إلي شعبية الأحداث و الفاعيات الافتراضية، فأنها تتزايد بالفعل قبل انتشار الوباء ، حيث بلغت قيمة هذا القطاع من المعارض و الموئمرات و المتاحف الأفتراضية حوالي 78 مليار دولار في عام 2019. ومن المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب 23.2٪ من 2020 إلى 2027 ، مما يشير بقوة إلى أن هذا ليس سوى ظاهرة مؤقتة.
من المرجح أن يظل الاهتمام بالأحداث و المعارض الافتراضية مرتفعًا ، حيث يظل الجدول الزمني للعودة إلى الأحداث الشخصية غير مؤكد. وفقًا لدراسة حديثة أجراها موقع LinkedIn ، ستكون 45٪ من الأحداث التجارية المستقبلية من معارض و مؤتمرات و غيرها افتراضية تمامًا.
تقدم معارض الأحداث الافتراضية والعروض التجارية امتيازات هائلة تجعلها خياراً استثمارياً للكثير من الشركات، فعند مقارنتها بالعروض التجارية التقليدية ، تستمر معارض الأحداث الافتراضية لعدد من الأيام ولها عمر أطول.تستمر العروض التجارية المادية الحية ليوم أو يومين بينما يمكن أن تظل العروض التجارية الافتراضية حية طالما أراد المنظم، و هذا يعني ببساطة أن العلامة التجارية معرضة للحضور لفترة أطول.
تتيح المعارض التجارية الافتراضية المستضافة على منصة ألكترونية للعارضين عرض منتجاتهم الفريدة على مستوى العالم و الوصول إلى الحدث من منازلهم المريحة عبر أي أجهزةدون الحاجة إلي حجز فندق و تذاكر سفر للحضور و بالتالي جذب المزيد من العملاء المتوقعين المؤهلين.
ويوفرالمعرض الافتراضي للمنظمين والحضور الكثير من الموارد بداية من التكاليف المتعلقة باستئجار مكان ، ورواتب الموظفين ، وترتيب الأطعمة والمشروبات ، وتنظيم تجهيزات أكشاك العرض ، و الأقامة و الأنتقالات ، وما إلى ذلك. مع المعارض التجارية الافتراضية ، يحتاج المرء إلى الاستثمار فقط في التكنولوجيا المناسبة لتقديم تجارب غامرة للحضور. في حين يمكن للحاضرين الاستماع من منازلهم المريحة عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف الذكية أينما كانوا.
تعطي العروض التجارية الافتراضية لجميع الحاضرين إمكانية التفاعل بحرية مع العارضين في الوقت الفعلي من خلال وظيفة الدردشة الحية التي توفرها المنصات. تتيح العروض التجارية الافتراضية للحاضرين حضور الجلسات الفرعية والخطب الرئيسية والندوات عبر الإنترنت من مواقعهم البعيدة في الوقت الذي يناسبهم.
ومع سرد للمميزات التي توفرها المعارض الأفتراضية، هناك بعد إيجابي فريديتعلق بمدي البيانات و المعلومات التي توفرها مثل هذه المنصات الأفتراضية. مع العروض التجارية المادية الحية ، يتم جمع تقرير حضور قياسي في وقت التسجيل. إنها الطريقة الوحيدة لتتبع الحاضرين في هذا الحدث. ولكن مع العروض التجارية الافتراضية ، يتم تتبع كل أثر رقمي للحضور من البداية حتى انتهاء الحدث، كيف تبحروا؟ مع من تفاعلوا؟ ما هي المعلومات التي تبادلوها؟ وما إلى ذلك وهلم جرا. على عكس الأحداث المادية ، يساعد جمع البيانات القيمة في قياس نجاح الحدث الافتراضي.
و من وجهة نظري، لن تحل الفاعليات و المعارض الافتراضية أبدًا محل التجربة وجهاً لوجه وستعود الفاعليات الشخصية ببطء بشكل أو بآخر. ولكن إذا كان هناك استنتاج واحد من عام 2020 ، فهو أن الأحداث الافتراضية يمكن أن تكون ذات قيمة لا تُصدق، حيث يمكن للشركات الوصول إلى المزيد من العملاء الحالين و المحتملين الذين لا يحضرون عادةً الأحداث و الفاعليات الشخصية. لا يزال بإمكان الكثير من منظمي المعارض الأفتراضية إعطاء الحاضرين الأدوات التي تساعدهم على المشاركة وإقامة اتصالات قيمة – إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي تفعلها مع الأحداث الشخصية، و بالتالي تحقيق الأهداف المالية و الأقتصادية لهذه الشركات.
في الختام ، توفر الاستفادة من المعارض التجارية الافتراضية فوائد هائلة وتساعد الصناعات على توسيع نطاق وصولها عالميًا وتوليد المزيد من العملاء المحتملين المؤهلين.
