يعتقد الكثيرون بأن مفهوم تسخين التبغ يعد جديداً ضمن صناعة التبغ، إلا أن هذا المفهوم بحد ذاته ليس بالجديد كلياً، فقد عُرف منذ أكثر من عقدين. هنا، يطرح التساؤل نفسه، إن كان تسخين التبغ ليس بالجديد، فما هو الجديد إذن؟
إن التوصل لآلية مبتكرة لتسخين التبغ يعبّر عن ابتكار ليس فقط فيما يتعلق بتسخين التبغ وصناعته، وبتقديم بدائل جديدة، بل وفي إحداث تغيير جوهري يقود لرسم معالم مستقبل خالٍ من الدخان؛ كون هذه البدائل تعتبر مخرجاً أفضل بالنسبة للمدخنين البالغين للابتعاد عن استهلاك السجائر.
ولعل الجديد في المنتجات البديلة التي تعتمد التسخين هو أنها تقصي عملية الحرق، حيث أن ذلك يسهم بشكل كبير في تخفيض مستويات المواد الكيميائية الضارة التي تقف وراء غالبية الأمراض المرتبطة بالتدخين خلافاً للاعتقاد السائد فيما مضى بأن النيكوتين هو الذي يقف وراءها.
هذا المسار المغاير يعتمد على مقاربة لمفهوم الحد من التدخين، وعلى اعتبار أن الضرر الأكبر يأتي من عملية حرق التبغ والدخان الناجم عنها وليس من النيكوتين بحد ذاته، وبالتالي فأن تحول المدخنين ممن لا يستطيعون وقف استهلاك النيكوتين، من منتجات التبغ التي تعتمد على الحرق وذات المخاطر الأعلى على الصحة العامة إلى المنتجات التبغ المسخن الخالية من الدخان يكون خياراً وبديلاً أفضل لهؤلاء الأشخاص.
وكانت وكالة الصحة العامة في إنكلترا قد أشارت في تقريرها السابع المستقل حول استخدام السجائر الإلكترونية، والذي نشر في شباط/فبراير من هذا العام، إلى أن السجائر الإلكترونية هي خيار أفضل من السجائر العادية لأولئك الذين يدخنون، وأن هناك مفاهيم غير صحيحة وتصورات خاطئة حول الضرر النسبي للبدائل غير القابلة للاحتراق.
إن المنتجات المعتمدة على تقنية تسخين التبغ وبالرغم من كونها لا تخلو من المخاطر فإنها تشكل بديلاً أفضل عن السجائر التقليدية لما يزيد على مليار مدخن بالغ ممن لا يرغبون بالإقلاع النهائي عن التدخين علماً بأن الخيار الأفضل للجميع يتمحور حول الإقلاع نهائياً عن التدخين.