أصول أمهات الجوجوبا نشأت منذ 10 سنوات في مزرعة بسيطة بمصنع أسيوط لتكرير البترول عندما قرر المهندس إسماعيل محمد صاحب فكرة العمل على زراعة أكبر قدر من صحارى مصر بأشجار الجوجوبا لفوائدها المادية والتي تميز بها الشرق الأقصي منها الصين واليابان وعدداً من الدول الشرقية إلا أن المناخ الأفضل لهذه الشجرة هي مصر حيث أنها تنضج في الصحراء ومع أي مياه سواء مالحه أو صرف صحي أو صرف صناعي، بالإضافة إلي ذلك لا يستهلك هذا النبات الكثير من المياه.
بدأت الفكرة في عام 2011 عندما طلبت إحدي الشركات الزراعية المتميزة في استصلاح الأرضي في البحث عن موقع لتنفيذ فكرة عمل أشجار منتخبه تخرج إنتاج متميز من الجوجوبا تمثل جيل جديد يصلح لزراعة أكبر قدر من الصحراء بأشجار الجوجوبا لانتاج أفضل ثمرة من هذه الثمار وحصت الشركة عقد إيجار عدداً من الفدادين بشركة أسيوط لتكرير البترول، وكان هدف هذه المزرعة فكرة إدخال زيت الجوجوبا في زيوت المحركات والتي أصبحت حالياً تدخل في تصنيع زيوت الطيران ومع إن هذه المزرعة بتروي بمياه الصرف الصناعي لمصنع أسيوط لتكرير البترول إلا أن أشجارها هي الأكبر والاضخم على مستوي العالم تقريباً والاغزر في الانتاج أيضاً ولكن الشركة المنفذة للفكرة قررت أن تكون هذه الاشجار أمهات منتخبة تقاوي لإنتاج أجيال ضخمة من الجوجوبا في مصر والعالم العربي.
المهندس إسماعيل محمد قال إنه تم زراعة 20 ألف شجرة منتخبة أي تم إختيارهم بعناية تامة من حيث غزارة الثمار المنتجه، وطول الشجرة والتي وصل إلى مترين وأكثر، وعرضها التي قد يصل إلى 3 أمتار تعطي كل أم من 5 إلى 7 كيلو في الانتاج السنوي ومع ذلك هناك أشجار من مزرعة أسيوط تعطي طفرات فتنتج ضعف هذا الحجم من الثمار، وبفريق علمي كبير من مهندسين زراعيين وباحثين في مجال الزراعة ومتخصصين استطعنا عمل مزرعة أسيوط والتي قد نصل من خلالها إلي أكبر إنتاج جوجوبا في العالم حتى أن ثمار هذه المزرعة تطلب من الكثير من المهتمين بزراعة الجوجوبا خارج مصر وتطلب بالاسم، ويصل سعر طن الزيت الذي يخرج من هذا الانتاج إلي 20 ألف دولار وتعد مزرعة أسيوط هي أكبر معمل لمشتل في الشرق الأوسط.
الصحراء تحتاج زراعة جوجوبا
وقال الدكتور سيد عاشور استاذ وقاية النباتات بكلية الزراعة جامعة أسيوط لماذا لا نزرع أي مكان صحراوي بهذه الاشجار حيث أنها بقليل من المياه وأي مياه تنبت وتشرف الدولة على هذا الانتاج وعند توافر إنتاجه سترعي الدولة أيضاً عصر الزيوت واستخلاصه ثم ستعمل على صناعة هذه الزيوت بين الطبية والصناعية وهذا سيخلق اقتصاد جديد في مصر وقد تتميز مصر عن جميع الدول التي قد تزرعه لتوفر إحتياجتها أما مصر لديها مساحات تُزرع لتكون بوابة التصدير لعالم كله وهذه الاشجار ستجعل أغلب دول العالم تستورده من مصر لأنه دائم الانتاج دائم، ومثمر والعالم كله يبحث عن هذه الثمار.
زيوت الجوجوبا للطائرات والمعدات
يعتبر زيت الجوجوبا واحد من أهم الزيوت الطبيعية والكيميائية الفريدة ويستخدم كزيت محرك للطائرات لأنه لا يتحد مع الأكسجين أي لا يتأكسد، أن درجة غليانه تصل إلى 398 درجة مئوية تجعله لا يفقد لزوجته بسهولة فى المحركات عند ارتفاع درجة حرارة المحرك، ويستخدم فى الصواريخ والدبابات والطائرات والسيارات والصناعات الثقيلة الأخرى بأمان كامل، ويستمر فى السيارة كغيار للزيت حتى 7000 كم دون تغيير في الكثافة أو اللزوجة.
الجوجوبا طبياً
تحتوى ثمرة الجوجوبا زيتا نقيا مثل زيت كبد الحوت ويمكن ان يحل محله في العديد من الصناعات، ويدخل في صناعة مستحضرات التجميل للشعر والبشرة، نظراً لخواصه الكيميائية الشبيهة للزيت الذي يفرزه الجسم فيرطب الجلد والشعر ويعالج العين وجفافها، ويستخدم الجوجوبا كعنصر في الشامبو و أحمر الشفاه و منتجات التنظيف وفي غسول الوجه واليد والجسم، زيت الجوجوبا أصفر وله رائحة مميزة ولكن لطيفة، ويدخل الجوجوبا في صناعة مراهم لعلاج الالتهابات الجلدية عند الأطفال والصدفية ومستحضرات زيتية لعلاج الفم كما يستخدم لعلاج التهابات العين وجفافها بدون أعراض جانبية، وهو مضاد للالتهابات وخافض للحرارة ومسكن ويحمى الكلى والكبد وله اثار مضادة للأورام، ويزيد من كفاءة جهاز المناعة وربما يصبح بديلاً آمناً للكورتيزون، وتوفر بذور الجوجوبا الشمع الذي يستخدم في كثير من الأحيان في العلاج بالروائح بسبب خصائصه الطبيعية المضادة للالتهابات.
الجوجوبا وقود وعلف
يصلح نبات الجوجوبا كوقود حيوي ممتاز في ظل تناقص الوقود الأحفوري بالعالم يشكل الجوجوبا بديلاً ممتازاً، زيت نبات الجوجوبا بعد معالجته تزيد قدرته علي الإحتراق عن السولار بمقدار 7%، و ينتج الجوجوبا عوادم أقل لذا فهو يحافظ علي البيئة ويقلل من نسبة الإنبعاثات ويحافظ الجوجوبا علي الموتور لفترة أطول.
ومخلفات عصر الجوجوبا تشكل علفا غنيا بـ30% بروتينا بعد تخليصها من مادة “السيموندسين” التي تفقد الشهية، مفيدة جداً للماشية ومن الممكن أن تدخل في العلف الحيواني الطبيعي، وهناك اتجاه لعمل مستحضر من هذه المادة على حدة النهم للطعام والسمنة أو الترنح.
الجوجوبا يزرع بمصر
يتحمل الظروف والأجواء المتطرفة الحارة والباردة وملوحة التربة العالية، فهو يتحمل العيش في درجة حرارة من “5 إلى 50” درجة مئوية كما يتميز هذا النبات بمقاومته العالية للأمراض والآفات واحتياجه القليل للماء، لذا يعتبر نبات مثالي لزراعته وتكثيره في الصحاري الكثيرة في البلاد العربية للاستفادة من إنتاجه من الزيوت لتحويلها إلى وقود نباتي رخيص ومستديم.
شجرة الجوجوبا وهو نبات بري معمر يصل إلى 150 سنة ينتج سنويا بذورا مثل بذور الفول السوداني ومغطاة بغلاف بني سميك بعض الشئ. وقد عرفت منذ عدة سنوات القيمة الاقتصادية لهذا النبات الذي تحتوى على 40-60% من وزنها زيتا نقيا يشابه في مواصفاته زيت كبد الحوت ويمكن أن يحل محله في كثير من الصناعات. وشجرة الجوجوبا مستديمة الخضرة، يتراوح ارتفاعها نحو 60 سم إلى 4,5 متر ويصل قطرها إلى حوالي 2,5 متر ولها أكثر من ساق رئيسي وكثيرة التفريع ودائرية الشكل، والأوراق بيضاوية متقابلة ذات نصل سميك جلوي تكسوها شعيرات دقيقة شمعية لتقلل من فقد الماء وتشبه إلى حد كبير أوراق الزيتون، بالإضافة إلى أن الأوراق تُحمل رأسية على الأفرع مما يقلل من تعرضها لأشعة الشمس.