مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

هل تتخلى أوبك+ عن حذرها لتسترجع حصصها السوقية؟

تعالت بعض الأصوات المصرفية مؤخرا متوقعة ارتفاع أسعار النفط لتلامس الـ 100 دولار للبرميل خلال النصف الثاني من العام المقبل، إلا ان تلك التوقعات تعتمد بشكل رئيسي على ما تقرر أوبك بلس فعله في الأشهرالمقبلة.

الأنباء الواردة من اجتماع أوبك بلس تشير إلى توافق على زيادة الإمدادات بوتيرة متدرجة بين أغسطس وديسمبر المقبلين، وبإجمالي مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الحالي.

لكن مع إطالة أمد اتفاق خفض الإنتاج إلى ما بعد الموعد المتفق عليه سابقاً لإنهائها في أبريل 2022، هو إذاً اتفاق يُصاغ بتوازن دقيق بين عوامل المخاطر والفرص.

وسيكون التحالف بنهاية الشهر الحالي محتفظا بقدرات إنتاجية فائضة تبلغ 6.9 مليون برميل يوميا بحسب وكالة الطاقة الدولية.

فالأسواق تتوقع استمرار تعافي الطلب العالمي على النفط بقيادة الإنتاج الصناعي العالمي و قطاع الشحن البحري وإعادة الفتح التدريجي للعديد من الاقتصادات حول العالم. وهو ما سيعوض الضعف المستمر في الطلب على وقود الطائرات.

حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية عودة الطلب العالمي الى مستويات ما قبل الجائحة نهاية العام المقبل، بعد أن ينمو الطلب بـ 5.4 مليون برميل يوميا هذه السنة، وبـ 3.1 مليون برميل يوميا السنة القادمة.

كما يبدو أن منظمة أوبك تحديدا مرتاحة لجهة توقعاتها بأن منتجي النفط الصخري الأميركي لن يعودوا أبدا إلى مستويات نمو الإنتاج القوية التي سجلت سابقا قبل الجائحة بالرغم من التحسن الملحوظ في أسعار النفط مؤخرا.

وتتضافر تلك التوقعات جميعها لتنتج تفاوتا كبيرا بين الطلب المتعافي من جهة وبين الإمدادات المضبوطة من جهة أخرى، لتخلق شحا في السوق النفطية دفعها للسحب من المخزونات على مدار الأشهر الماضية.

وانخفضت مخزونات الدول الصناعية في منظمة الـ OECD في مايو الماضي بواقع 275 مليون برميل مقارنة بمستوياتها قبل عام، لتصل تلك المخزونات الى أقل بـ 20 مليون برميل عن معدلها في الفترة التي سبقت الجائحة ما بين 2015 و2019.

من جانب آخر، تبقى عودة الصادرات الإيرانية الى الأسواق أحد أبرز المخاطر السلبية التي تواجه السوق النفطية. فإيران معفية من قرارات خفض الإنتاج بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها والتي قيدت صادرات بـ 1.4 مليون برميل يوميا.

وبالرغم من تواصل جولات مفاوضات الملف النووي الإيراني، إلا أنها تبقى دونما اختراق حتى الآن. وبالتالي يكتنف الغموض موعد وحجم عودة صادرات إيران إلى السوق. وهو ما دفع أوبك بلس للتروي في زيادات الإنتاج بالرغم من مؤشرات التعافي السريع في الطلب.

إلا ان وصول سعر برنت مؤخرا الى 76 دولار للبرميل، يقارن بمعدله للسنوات الخمس ما بين 2015 و 2019 والبالغ 58 دولارا للبرميل، وهذا الإرتفاع السعري يعكس الحجم الهائل للخفض في الإنتاج الذي قامت به أوبك بلس والنجاح الذي تكلل به.

ولكن هل آن الأوان لأوبك بلس بأن تتخلى عن حذرها وتتجه بشكل أكثر ثقة نحو زيادات متواصلة في انتاجها لاسترجاع ما خسرته من حصصها السوقية؟ أم أن متحور دلتا الذي اكتشف أولا في الهند قد يغير المشهد؟

Source

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً