أصدرت وكالة الطاقة الدولية خلاصة مفاجئة مؤخراً، قالت فيها إنه لا بد من وقف كامل الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز، للوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
لكن تقريراً حديثاً لشركة ريستاد إنرجي الاستشارية خرج بخلاصة مخالفة تماماً، مفادها أنه مهما تراجع الاستهلاك العالمي للنفط بسبب التحول نحو الطاقة النظيفة ورفع كفاءة الاستهلاك، ستظل هناك حاجة إلى استثمارات هائلة لتلبية الطلب بحلول منتصف القرن.
المفارقة أن الجهتين تتوقعان انخفاضاً كبيراً للطلب على النفط في العقود الثلاثة المقبلة، ليصل إلى 24 مليون برميل يومياً في توقعات وكالة الطاقة، أو 36 مليون برميل يومياً في توقعات ريستاد.
وذلك مقارنة بنحو 97 مليون برميل يومياً يتوقع أن يصل إليها الطلب هذا العام.
لكن ما سيقلب الموازين هو النضوب السريع لاحتياطات شركات النفط العالمية الكبرى المعروفة باسم Big oil، وهي إكسون موبيل وbp وشل وشيفرون وتوتال وeni.
إذ وفقاً لتقديرات ريستاد إنرجي، سيتراجع إنتاج آبار النفط لدى هذه الشركات بأكثر من 20% سنوياً في المتوسط، لتنضب احتياطاتها المتبقية خلال أقل من 15 سنة، ما لم تتوصل إلى اكتشافات كبرى جديدة تعوّض ما يتم إنتاجه.
ولمواجهة هذا الواقع تحتاج صناعة النفط العالمية إلى حفر آلاف الآبار الجديدة في الحقول القائمة، إضافة إلى تطوير نحو 900 بئر نفط جديدة بموارد إجمالية تصل إلى نحو 150 مليار برميل. وهذا يتطلب استثمارات جديدة ضخمة.
