غيّر انتشار فيروس كورونا المستجد تقريباً كافة جوانب حياتنا الشخصية والمهنية. ومن أبرز التحديات التي شهدها العالم هو الحفاظ على استمرارية الأعمال لاسيما مع التحوّل المفاجئ للعمل عن بعد.وقد أدت الجائحةالى تسريعوتيرة التحوّل الرقمي والابتكارللمؤسسات من مختلف الصناعات والقطاعات على المستوى العالميوإتمام ما كان يستغرق في الماضي شهورًا وحتى سنوات في غضون أسابيع قليلة.
وحين نتخطى هذه الأزمة، علينا أن نستخلص الدروس من النجاحات التي حققتهاالقطاعاتالمعتمدة على تكنولوجيا المعلومات خلال تفشي الوباء، والتيكانت الأقل توقفا عن العمل وكانت لديها مرونة عالية في تلبية احتياجات عملائها وكذلك موظفيها.
ويسهمهذا التحوّل السريع نحو التقنيات الرقمية فيتعزيز اعتمادالحوسبة الطرفية (Edge Computing)في عصر شبكات الجيل الخامس 5Gوالتي تعد من أهم محاور التحول الرقمي من خلال قدرتها علىالقيام بعمليات حوسبة أكثر تعقيدًا عند أطراف الشبكة.
وسيكون لهذه التقنيةتأثير مباشر على حياتنا، فمثلًا يمكن أن تقوم طائرةبعمل مسح رقمي لموقع أو بناءأثناء رحلتها،أو يتمتركيبجهاز طبي على ذراع مريض من أجل تشخيص حالته عن بعد، أو أن تقوم سيارة ذاتية القيادة بتوصيل السلع لمنازل العملاء،
أو طابعة ثلاثية الأبعاد بطباعة طرف صناعي لمريض في مكان ناءٍ. وتتوقع مؤسسة «غارتنر» أنه بحلول العام 2025، سيتم إنشاء 75% من بيانات المؤسسات ومعالجتها على أطراف الشبكة، وسيتم ذلك عبر مليارات الأجهزة المتصلة، بحيث تمتد تأثيرات هذا التحوّل لتشمل مختلف الصناعات.
وتمثل شبكات الجيل الخامس5Gالجيل القادم من شبكات الاتصال بالإنترنت. وهي توفر نطاقاً ترددياً عالياً للغاية بالإضافة إلى اتصالات أكثر موثوقية للهواتف الذكية والحاسبات الأخرىالمعتمدة على الحوسبة الطرفية وفي زمن انتقال أقل بكثير.
تتمتع شبكات الجيل الخامس بالعديد من الفوائد بسبب اعتمادها على البرامج بدرجة أكبر من الأجيال السابقة من التقنيات اللاسلكية. وبينما ننتقل إلى عالم أكثر اعتمادًا على الحوسبة الطرفية، تعززشبكاتالجيل الخامس القائمة على البرامج قدرة الشبكاتعلى ربط هذه الأجهزة ببعضها البعض وبالمجتمع المحيط بها.
لقد ارتفع الطلب على سعة البياناتفي صناعة واللاسلكية الاتصالات السلكية بشكل كبير خلال المراحل الأولى من الوباء نتيجة الارتفاع الهائل في الطلب على الشبكات بنسبة تراوحت بين 30% إلى50% حيث كانت الحاجة للبقاء على اتصال أهم من أي وقت مضى.
فعلى سبيل المثال، قمنا مؤخرا بالإعلان عن شراكة جديدة مع المصرية للاتصالات والتي اختارت تكنولوجيا IBM Cloud Pak for Automationلتطوير أداء شبكاتها وتزويد العملاء بخدمات يعتمد عليها خلال هذه الفترة التي ازداد خلالها الطلب على شبكات الاتصالات.
ويدل ذلك علي توفر فرص سوقية هائلة في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكيةوشبكات الجيل الخامس، وإلى ظهور آفاق جديدة في عالم الحوسبة السحابية.
وتسهمالبرامج القائمةعلى شبكات الجيل الخامس، وتحديدًا الحوسبة السحابية، في تمكين الابتكار على نطاق واسع ودعم أنواع جديدة من التطبيقات لم تكن متاحةعبر شبكات الجيل الرابع 4G.
ومع الانتشار التدريجي لشبكات الجيل الخامس، ينبغي على المؤسساتدراسة إمكانيةاتباع نموذجالسحابة الهجينة المفتوحة للحوسبة الطرفية، ومدى فائدتها في بناء مستقبل أكثر مرونة وقوة، وتمكين نماذج الأعمال الجديدة.
وكشفت بيانات شركة IBMبأن حوالي 7 من كل 10 من أخصائيي تكنولوجيا المعلومات يتوقعون بأن شبكات الجيل الخامس سيكون لها تأثير كبير على أعمالهم. ويرى الغالبية بأنه حين يتم ربط هذه الشبكاتبالحوسبة السحابيةسوف تساهم في تسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي وزيادة سرعة الخدمات وتعزيز كفاءة الاتصالات عبر أجهزة إنترنت الأشياء والحوسبة الطرفية.
ستعمل الحوسبة الطرفية مدعومة ببرامج شبكات الجيل الخامس على تغيير طريقة بناء شركاتنا في المستقبل. وإن الشركات اليوم مؤهلة لقيادة التحول نحو جيل الحوسبة الطرفية وشبكات الجيل الخامس.ومن المؤكد بأنالشركات التي تبدأ اليوم في وضع استراتيجية للسحابة الهجينة ستكون معدّة بشكل جيد للاستفادة من الإمكانيات الكاملة لهذه التقنيات.