رئيس التحرير

أرشد الحامدي

رئيس التحرير التنفيذي

سمير سعيد

مدير التحرير

وفاء رمضان

نواب مدير التحرير

آيه القصاص
محمد عوض

رئيس التحرير

أرشد الحامدي

رئيس التحرير التنفيذي

سمير سعيد

مدير التحرير

وفاء رمضان

نواب مدير التحرير

آيه القصاص
محمد عوض

تمكين العلم والابتكار ودحض الأيديولوجيات من أجل سياسات وتشريعات أكثر ذكاءً

شهد العالم في العقود الأخيرة تغييرات كبيرة في السياسات الصحية العامة، تطورت فيها التشريعات لحماية المواطنين من العديد من الأمراض، سواء السارية أو غير السارية، بما في ذلك أمراض القلب والسمنة، بل وحتى في الأمراض الناتجة عن الملوثات البيئية من خلال اتخاذ سلسلة طويلة من الإجراءات المتنوعة التي شملت على سبيل المثال لا الحصر: فرض القيود على الأغذية عالية السكر والدهون، والتنظيم الشامل لسلامة الغذاء والمياه، وتطوير الحملات الوطنية لمكافحة أمراض السمنة والقلب، وإقرار السياسات الصارمة للوقاية من الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشري وكوفيد-19 والإنفلونزا.

لكن، وبالرغم من ذلك، إلا أن هذا التقدم اللافت لم يمتد بالقدر نفسه إلى قضية التدخين والأمراض المرتبطة به؛ إذ بقيت السياسات المتعلقة بمنتجات التبغ والنيكوتين على حالها مع ركود نسبي في الابتكار التنظيمي مقارنة ببقية المجالات، ما أبقاها كواحدة من أكثر الملفات تعقيداً وحساسية؛ حيث لا يزال المنع يتقدم على العلم فيما يتعلق بها.

وفي هذا السياق، وبينما اعتمدت الكثير من الدول نهجاً مبتكراً تمثل في الحد من المخاطر مثل السويد، والمملكة المتحدة، واليابان، والتي تكيفت في سياساتها مع المستجدات العلمية، لا تزال بالمقابل دولاً مثل إسبانيا، وفرنسا، وعدة دول في الاتحاد الأوروبي، تتعامل مع منتجات النيكوتين بعقلية متشبثة بنهج المنع الشامل نفسه الذي تم وضعه قبل عقود طويلة، رغم ظهور بدائل مبتكرة أثبتت بالدلائل العلمية أنها أقل خطورة من المنتجات التقليدية، كما برهنت على قدرتها على تقليل المخاطر. وما بين حماية الشباب وتمكين المدخنين البالغين من بدائل أقل خطورة، تجد حكومات المنع نفسها أمام معادلة صعبة، والحقيقة أن حلها أبسط ما يكون؛ إذ لا يكمن بالشعارات، بل بالتشريعات الذكية القائمة على الأدلة والابتكار.

وحول هذا الشأن، كان السياسي والاقتصادي والأمين العام السابق لحزب العمال الاشتراكي، توماس غوميز، قد انتقد في مقالة له كتبها في صحيفة LA RAZÓN، ميل إسبانيا إلى التنظيم دون إجراء تقييم موضوعي جاد يوازن بين جدوى القرارات وتأثيراتها الفعلية. وقد أثار هذا الطرح نقاشًا واسعًا حول مستقبل تنظيم منتجات التبغ والنيكوتين.

و أوضح غوميز في مقالته أن السياسات القائمة، التي تعتمد على الرفع المستمر للضرائب وتشديد القيود على منتجات النيكوتين ومنها منتجات التبغ دون تمييز بين أنواعها، تنطلق من منطلقات أيديولوجية أكثر منها علمية، مبيناً أن دور السلطات لا ينحصر فقط في التنظيم، بل يشترط أن يكون هذا التنظيم فعالاً، ومحذراً من أن الإفراط في المنع يقود إلى نتائج عكسية، كما حدث تاريخياً في ثمانينيات القرن الماضي حين أدى تشديد القوانين على تهريب التبغ في غاليسيا-شمال غرب إسبانيا، إلى انتقال العصابات نفسها لتجارة الممنوعات، لأن العقوبة أصبحت واحدة، بينما الربح تضاعف.

وتعد صناعة التبغ من أقدم الصناعات في إسبانيا، إذ يعود تاريخها إلى عام 1880، وتشكل اليوم نحو 21,4% من قطاع التصنيع، و2,6% من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يدفع حسب غوميز بنتائج كارثية في حال تم تهميش الجانب الاقتصادي والاجتماعي مع سياسة المنع الشامل، بالرغم من أن حماية الصحة العامة واجب لا جدال فيه.

وبيّن غوميز أن معدل استهلاك التبغ القانوني ارتفع في عام 2024 في إسبانيا إلى 1,4 مليار وحدة، وذلك بزيادة بلغ قدرها 52 مليون وحدة عن العام السابق له، مما تسبب بخسائر مالية تجاوزت 263 مليون يورو في الإيرادات الضريبية.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً