احتفال العالم باليوم الدولي للمهاجرين والتضامن الإنساني يؤكد دور مصر المحوري في الاحتواء والدعم الإنساني والاقتصادي
أكد المهندس عبد الحميد بطيخ، الخبير الاقتصادي ورائد العمل المجتمعي وقضايا التنمية المجتمعية وحقوق الإنسان في مصر والخارج، أن الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن الإنساني، يمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على القيم الإنسانية المشتركة، وفي مقدمتها احترام كرامة الإنسان، ودعم الفئات الأكثر هشاشة، وتعزيز مبادئ العدالة والتكافل بين الشعوب.
وأوضح المهندس عبد الحميد بطيخ، أن الهجرة باتت واحدة من أبرز القضايا العالمية المعقدة، نتيجة النزاعات المسلحة، والتغيرات المناخية، والأزمات الاقتصادية، وهو ما دفع ملايين الأشخاص إلى البحث عن ملاذات آمنة تحفظ لهم الحد الأدنى من الاستقرار والعيش الكريم.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن الدولة المصرية قدمت نموذجًا إنسانيًا متفردًا في احتواء ملايين المهاجرين واللاجئين من جنسيات متعددة، دون إقامة مخيمات عزل، بل من خلال دمجهم في المجتمع، وإتاحة الخدمات الأساسية لهم في مجالات التعليم والصحة والعمل، بما يعكس التزامًا حقيقيًا بالمواثيق الدولية والقيم الإنسانية.
وأضاف أن مصر لم تكتفِ بدور الاستضافة، بل مارست التضامن الإنساني بمعناه الأوسع، لا سيما تجاه الدول التي تشهد نزاعات وحروبًا، وفي مقدمتها التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني، وقطاع غزة، من خلال الدعم السياسي والإنساني والإغاثي، وفتح المعابر، وتيسير دخول المساعدات، واستقبال المصابين، في تأكيد واضح على أن التضامن الإنساني ليس شعارًا بل ممارسة واقعية.
وتطرق المهندس عبد الحميد بطيخ، إلى البعد الحقوقي لقضية الهجرة، مشيرًا إلى أن النساء المهاجرات والنازحات يمثلن الفئة الأكثر عرضة للمخاطر والانتهاكات، سواء خلال رحلات النزوح أو بعد الوصول، وهو ما ظهر جليًا في موجات النزوح الأخيرة، وعلى رأسها نزوح النساء من السودان ودول أخرى، حيث تتعرض العديد منهن لمخاطر العنف، والاستغلال، وغياب الحماية القانونية والاجتماعية.
وشدد على أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في دعم المهاجرين واللاجئين، لا سيما النساء، من خلال تقديم الدعم النفسي والمعنوي، والمساندة القانونية، والبرامج التمكينية، بما يساهم في حمايتهم ودمجهم وتعزيز قدرتهم على الاعتماد على الذات.
ومن المنظور الاقتصادي، أوضح أن الهجرة ليست عبئًا بالضرورة، بل يمكن أن تمثل إضافة إيجابية للاقتصاد إذا ما تم إدارتها بشكل رشيد، من خلال الاستفادة من الخبرات والمهارات، وتعزيز سياسات الدمج الاقتصادي، وخلق بيئة تشريعية وتنظيمية عادلة تحفظ حقوق الجميع.
وأكد على أن الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين واليوم العالمي للتضامن الإنساني يجب أن يكون منطلقًا لتعزيز الشراكات بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، وبناء سياسات شاملة قائمة على حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، إيمانًا بأن التضامن الإنساني الحقيقي هو السبيل لمواجهة الأزمات وبناء مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا للجميع



