













في ليلة فريدة تجلّت فيها قوة الفكر وعمق الثقافة وبهاء الدبلوماسية الشعبية، تحوّل صالون الدكتورة عصمت الخربوطلي سفيرة النوايا الحسنة إلى منصة عربية راقية جمعت بين السياسة والفن والإنسانية. تحت سقف واحد، اجتمعت كوكبة من رموز الثقافة والسياسة في مصر والكويت والسعودية، في لقاء حمل في تفاصيله رسائل محبة وأخوة عربية أصيلة، ورسّخ من جديد أن القوى الناعمة قادرة على بناء الجسور حين تتشابك الإرادات وتصدق النوايا
استضاف الصالون نخبة من الشخصيات العامة والمثقفين والإعلاميين، في واحدة من أمسياته الفكرية المميزة التي جمعت بين الإبداع العربي والحوارات الحضارية الراقية.
وجاء على رأس الحضور عدد من الشخصيات البارزة من مصر و الكويت والسعودية وفي مقدمتهم الوزير يعقوب الصانع، وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي الأسبق، الذي ألقى كلمة مهمة استعرض فيها متانة العلاقات بين البلدين و تحدث عن عمق العلاقات المصرية الكويتية وكيف تُعَدّ نموذجًا مميزًا للعلاقات العربية المتجذّرة في التاريخ، والتي تقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والدعم المتبادل في القضايا الإقليمية والدولية. وقال : العلاقات المصرية الكويتية ليست مجرد علاقات دبلوماسية تقليدية، بل هي علاقة دم ومصير مشترك، جذورها ضاربة في التاريخ، وثمارها تمتد في كل المجالات. مصر والكويت تقفان دائمًا في خندق واحد دفاعًا عن القضايا العربية، وتدعمان بعضهما البعض دون تردد.
وأضاف الصانع في إشادته بدور الصالون: إنه نموذج مشرف للدبلوماسية الشعبية التي تُعزّز أواصر الأخوة وتشيّد جسورًا من التواصل الإنساني، حيث تجمع مبادراته ولا تُفرّق.
وكانت الليلة المصرية الطابع مليئة بالمشاعر الإنسانية الراقية، حيث عبّر الحاضرون عن خالص تقديرهم للسفيرة الدكتورة عصمت الخربوطلي مؤكدين أن صالونها بات مساحة عربية ملهمة تُحتضن فيها الأفكار وتُصان فيها العلاقات الودية.
وفي إطار اهتمامها بالمبادرات الإنسانية، قامت الدكتورة عصمت بتكريم عدد من الشخصيات المؤثرة، من بينهم حنان السلاب زوجة الراحل مصطفى السلاب، و دلال الكعكي من المملكة العربية السعودية، و الدكتورة سوسو أبو طالب، وسط حضور مميز لشخصيات عامة وفنانين وإعلاميين.
وشهد الحفل حضورًا دبلوماسيًا لافتًا، حيث شارك السفير إبراهيم ياسين وزوجته الدكتورة سهير الشيخ، الذين احتفى الصالون بعيد ميلاد السفير في أجواء مبهجة. كما شهد الصالون حضور الكاتب الصحفي سمير سعيد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة وموقع «المؤشر الاقتصادي»، والمحامي الكبير خالد الشمري، والقبطان محمد حسيس والكاتب الصحفي ناجي وليم رئيس تحرير موقع وجريدة المشاهير والمستشار عمر عبد الباسط المستشار القانوني بالهيئة الوطنية للإعلام.
و المحامي محمد مبارك الرشيدي
أدار الاعلامي والمذيع محمود النجار الصالون الثقافي بمهارة واضحة وقدرة فائقة على التحكم في أدواته الإعلامية، متقنًا فن الانتقال بين الضيوف بسلاسة وبراعة لافتة، وكأنه ينسج خيوط الحوار ليجمع بين الفكر والثقافة في أجواء تفاعلية مميزة. استطاع النجار أن يخلق جواً من الانسجام بين المشاركين، يجمع بين الجدية والمرح، ويبرز شخصية كل ضيف بطريقة تجعل الجمهور يشعر وكأنه جزء من الحوار. مع كل كلمة، ومع كل حركة، كان محمود النجار يثبت نفسه ليس فقط كمذيع وإعلامي محترف، بل كجسر يربط بين الفكر والإعلام والفن والسياسة في لحظة واحدة ساحرة.
وتألقت المطربة أسرار الجمال خلال الحفل بمجموعة من أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، إلى جانب فقرات موسيقية من التراث العربي الأصيل، ما أضفى على الأمسية روحًا فنية بعبق الهوية المصرية.
وفي تصريح خاص من السفيرة الدكتورة عصمت الخربوطلي، عبّرت عن سعادتها باللقاء قائلة:
«مصر والكويت تربطهما علاقة أكبر من السياسة، علاقة حب واحترام متبادل. الكويت دائمًا في قلب المصريين، ومصر في وجدان أشقائنا في الكويت. ونحن في صالوننا نؤمن بأن الثقافة والفن هما أقوى أدوات تعزيز هذه الروابط التي نُقدرها جميعًا.
ليلة صالون السفيرة عصمت الخربوطلي لم تكن مجرد لقاء اجتماعي، بل كانت جسرًا جديدًا يُضاف إلى جسور المحبة بين مصر والكويت والسعودية، ورسالة تؤكد أن العلاقات العربية، حين تتعزز بالحوار والثقافة والإنسانية، تصبح أكثر رسوخًا وعمقًا.
هكذا خرج الحاضرون وهم يحملون روحًا من الأمل، وإيمانًا بأن القوى الناعمة تستطيع أن تصنع ما لا تصنعه السياسة وحدها، وأنّ مصر ستظل دائمًا قلب العروبة النابض، تجمع ولا تفرّق، وتُضيء الطريق أمام كل مبادرة راقية تُعزّز الأخوة بين الشعوب.



