تأكيدا لتوقعات قسم البحوث المالية فى شركة “بايونيرز” لتداول الأوراق المالية، فقد تحققت المستهدفات التي تم توقعها والطفرات القياسية التي تحققت فى قطاعات عدة أبرزها العقارات والأدوية والبنوك والتي قادت مؤشر البورصة لمستويات تاريخية فى الاسبوعين الماضيين.
وكشف “عبد الحميد إمام”، رئيس قسم البحوث فى شركة “بايونيرز لتداول الأوراق المالية والسندات”، عن أن ما تشهده التداولات بالبورصة على مدار الجلسات الأربعة الماضية لم يكن مجرد عمليات جني أرباح بالمعنى المعروف، أو تصحيح، وإنما مجرد عمليات تغيير فى المراكز الشرائية وهو ما سنلاحظه كثيرا فى الجلسات المقبلة، السوق يختبر مناطق سعرية جديدة، فالمؤشر الرئيسي “EGX 30” مازال فوق مستويات الـ 40 ألف نقطة.
حالة من الانتقائية بين القطاعات :
وأكد “إمام” أن السوق سيشهد حالة من الإنتقائية مستقبلاً ما بين القطاعات التي شهدت آداءً استثنائياً وقطاعات أخرى مازالت لديها العديد من الفرص الاستثمارية الذهبية التي لم تستغل، وأشار إلى أن نتائج أعمال الشركات التي تم الإعلان عنها فى الأيام الماضية مبشرة للغاية، فشركة “المصرية للاتصالات” نرى أن آدائها التشغيلي إنعكس بقوة على مستوى الربحية، بخلاف العائد الكبير الذي ستتحصل عليه من “فودافون”.
وتوقع “عبد الحميد إمام” أن تواصل شركات الخدمات المالية على نفس مستواها القوي، وهو ما سيستفيد منه المستثمرين بعمل استثمارات جيدة فى هذه الشركات، وكذلك قطاع تكنولوجيا المعلومات، سيكون له نفس الفرص الكبيرة.
القطاعات الرابحة والواعدة :
وقال “عبد الحميد إمام”: فى الفترة الماضية كانت قطاعات البناء والأسمنت والأدوية والمطاحن، حققت ربحية كبيرة على الشاشة فمن الطبيعي أن تشهد أسهم تلك القطاعات عمليات تصحيحية من حين لآخر .
وعلى المستثمر ان يعرف أنه حينما يصل اي من القطاعات الى حالة التشبع، ضرورة النظر إلى القيمة الحقيقية التي من المفترض ان يتم تقييم الشركة بها، فقد نرى فى كثير من الاحيان أن بعض الشركات تحقق ارتفاعات غير مبررة أو مبالغ فيها أو تفوق قيمتها الحقيقية، لذلك حينما نقوم كمراكز بحوث بعمل تحديث للشركات ونكتشف أنها فاقت تقييمها الحقيقي فعلينا أن نحذر خاصة وأنه اصبح بها شئ من المضاربات .
لكن التشبع يظهر حينما ان نكتشف أن الكثيرين بدأوا فى التخارج ومن هنا نحذر المستثمرين، ولكن مازالت بعض الشركات فى القطاعات التي ذكرناها مازالت تتمتع بالمزيد من الفرص فى قطاع البناء وليس كل القطاع، أو قطاع الأدوية، بينما قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اعتقد ان به فرص اكبر من ذلك وهناك شركات لم تحقق المرجو منها، اما قطاع “العقارات”، فهناك بعض شركات القطاع مازال لديها فرص نمو اعلى من ذلك بكثير ، وفى النهاية طالما أن آداء السوق ايجابي وحجم السيولة مطمئن، فالتصحيح الذي يحدث ما بين قطاع واخر انما هو امر صحي، خاصة فى ظل استقرار الاوضاع السياسية فى المنطقة، فلا توجد اية مخاوف فالاستثمار آمن، ولكن علينا ان ندير المخاطر ، خاصة للأفراد بعدم الاستثمار بأكثر من القيمة الحقيقية للمحفظة وعليه ان يحاول من حين لآخر بتوفير جزء من السيولة فى المحفظة من 20 – 30 % .
مؤشر “EGX 30” :
أما بالنسبة لمؤشر “EGX 30″، مازالت أمامه مستويات تاريخية، حتى وإن شهد عمليات تصحيح فهو أمر صحي للغاية فنحن فى صعود منذ فترة طويلة، كما أن سهم “التجاري الدولي” فوق مستويات 100 جنيه كما أن البنك حقق أرباحا كبيرة للغاية، ونتوقع استمرار قطاع البنوك بشكل عام، خاصة وأن “البنك التجاري الدولي” سيواصل قيادة المؤشر باعتباره صاحب أكبر وزن نسبي فى المؤشر الرئيسي، ومن ثم نتوقع أن الاستمرار فى تحقيقه نتائج اعمال جيدة وثقة المستثمرين فى البنك سيكون له دور مهم فى البورصة مستقبلا ، كما ان آداء قطاع البنوك بشكل عام سيكون له دور مهم فى مساعدة المؤشر على تجاوز مستويات تاريخية مستقبلية، وبالتالي فإن الهيكلة التي تشهدها المحافظ المالية حاليا إنما هو أمر مقبول للغاية بل ومطلوب أيضاً باعتباره اتجاه إيجابي .
الفرص الذهبية :
وكشف “عبد الحميد إمام” عن أن قطاع الاتصالات يؤدي بشكل إيجابي للغاية، ونتائج اعماله تعبر عن ذلك، كما أننا نتوقع أن يسمر القطاع فى تحقيق نفس الزخم سواء بالنسبة لأرقامه الحالية وحتى المتوقعة مستقبلاً، ولكن موعد الشراء ووقته بالتحديد، هنا يرجع الأمر إلى حالة السوق، وهنا لابد من الرجوع إلى التحليل الفني، لأن خبراء التحليل المالي هم يشيرون إلى الفرص السانحة، بينما التحليل الفني يحدد وقت الشراء .
فكانت هناك توصيات فنية للمستثمرين بالخروج من قطاعت تشبعت بالفعل وحققت مستويات عالية، وبات من المناسب عمل جني ارباح، وضرورة التوجه الى قطاعات أخرى وبناء مراكز مالية بها من جديد لتحقيق فرص نمو واعدة للغاية، فهناك قطاع الاتصالات مهم للغاية وكذلك قطاع البنوك، وأيضا قطاع اللوجيستيك، ونعتقد أن قطاع النقل به فرص استثمارية كبيرة الفترة المقبلة ، وأكد أنه وعلى الرغم من الفرص الاستثمارية السانحة والمتوفرة بالسوق، إلا أن هناك أيضا مخاطر، فهناك قطاعت لم تعد بها فرص ولا بد من الخروج منها.
قطاع المدفوعات الرقمية الواعد :
قطاع المدفوعات لفت الإنتباه بآدائه خلال الفترة الماضية بل وصناديق الاستثمار الأجنبية التي عرضت الاستحواذ على حصص بشركات هذا القطاع، مشيرا غلى ان المتعاملين الافراد وبرغم ان لديهم سيكولوجية خاصة فى التداول، وأنهم المحرك الرئيسي للسوق، إلا أنهم ينجذوبن دائما إلى اسهم الشركات التي حققت ارباحا قوية وتدفقات نقدية عالية، وعادة ما يبتعد عن اسهم الصناديق أو المؤسسات، على اعتبار ان الاستثمار فى تلك الأسهم يعتمد على المدى المتوسط والطويل .
وقال “عبد الحميد” :” نعتقد أن حصص المستثمرين العرب فى الشركات المصرية ستشهد طفرة قياسية خلال الفترة المقبلة، وسنشهد إقبالا منقطع النظير من الاستثمارات الخليجية فى البورصة المصرية نظرا لما تتمتع به السوق المصرية من فرص نمو واعدة ، ونتوقع أن حجم السيولة التي سيتم ضخها فى بورصة مصر مستقبلا من قبل العرب سيكون كبيرا للغاية ” .
أحجام التداولات :
وبين “عبد الحميد إمام”، أن حجم تداولات البورصة ما بين الـ 6 مليارات جنيه إلى 8 مليارات جنيه، سيدفع باتجاه القوة ومواصلة الصعود، بينما إذا تراجعت أحجام التداولات عن تلك المستويات فقد يسيطر الضعف على السوق، وسنواجه أزمة سيولة، ولكن مع وفرة الفرص التي يتمتع بها السوق المصري فى الفترة الماضية علاوة على الزيادة الكبيرة فى المعروض النقدي، اعتقد أننا سنظل نتحرك فى نطاقات الـ 6 مليارات و 8 مليارات كأحجام تداول .
وقد شهدت البورصة المصرية فى الآونة الأخيرة وصول قيمة رأس المال السوقي للبورصة عند 2.9 تريليون جنيه، وهو قيمة رأسمال البورصة لم تحققه فى تاريخها.



