رئيس التحرير

أرشد الحامدي

رئيس التحرير التنفيذي

سمير سعيد

مدير التحرير

وفاء رمضان

نواب مدير التحرير

آيه القصاص
محمد عوض

رئيس التحرير

أرشد الحامدي

رئيس التحرير التنفيذي

سمير سعيد

مدير التحرير

وفاء رمضان

نواب مدير التحرير

آيه القصاص
محمد عوض

نهلة كمال عباس.. رحلة صعيدية تؤمن بأن التنمية تبدأ من القرية وتنتهي في البرلمان

 

هناك، حيث أضيقُ مسافةٍ بين الجبل والنيل، في قرية الأحايوة شرق، وُلِدت بطلة الحكاية نهلة كمال عباس، في أسرةٍ متوسطة؛ الأب أخصائي اجتماعي، والأم معلمة أجيال.

تعلّمت معنى غرس البذور ورعاية النبتة، والصبر للحصول على الثمرة.

استمدّت من النيل عطاؤه الدائم للجميع دون تمييز بين المقيمين على ضفافه من حيث الدين أو النوع أو المستوى الاجتماعي أو المستوى الثقافي.

رسّخ في وجدانها صلابةَ وتحدّي الجبل، وجبروتَ الطبيعة، والتقدّمَ الحضاريّ للإنسان.

حصلت على بكالوريوس العلوم، واستمرت في رحلة الحصول على العلوم الحديثة لتحصل على دبلومة الدراسات العليا في التسويق من كلية تجارة سوهاج، ودبلومة الدراسات العليا، وهي باحثة ماجستير في ريادة الأعمال بجامعة بني سويف، وباحثة ماجستير في إدارة الأزمات بجامعة سوهاج. تعمل بشركة ساتو للأدوية، ووصلت إلى مديرة منطقة بجنوب الصعيد. العمل الجادّ والدؤوب والصعود فيه لم يحُل بينها وبين استمرار رحلة تحصيل العلم وحصد الشهادات العلمية.

ولأنها جنوبية تنتمي إلى الأغلبية الساحقة ممن يقطنون قرى وحواري وشوارع مدن الصعيد، من الذين يكافحون بشرف من أجل حياةٍ أفضل لهم ولأبنائهم، لم تغادر عربةَ قطار الدرجة الثالثة، ولم تقفز إلى عربة الدرجة الأولى، بل أصرت أن تبقى مع ركاب الدرجة الثالثة – الأغلبية الساحقة – وأن تكون صوتهم وحلمهم، وأن تسبح بهم ومعهم عكس الطوفان الذي يسلبهم حقوقهم في حياة كريمة.

أسست جمعية الجنوبي لتنمية الصناعات الصغيرة، ورفعت شعار (من حقنا أن نحلم – الحلم للفقير ونس)، ووضعت استراتيجية لجمعيتها قائمة على مشروع وطني للتنمية المستدامة قائم على العلم ورصد الواقع بشكلٍ حقيقي.

وكانت تنمية القرية المصرية تحت هدف عودة (القرية سلة طعام المدينة) محور عملها الأول، وكانت بداية الرحلة عبر مشروع قرى الظهير الصحراوي المقام منذ عام 2005، من خلال خمس قرى في الأحايوة شرق على مساحة 1530 فدانًا على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى 510 أفدنة و102 منزل، بحيث يحصل كل مستفيد على منزل و5 أفدنة.

قرية الجلاوية 250 فدانًا و50 منزلًا، يحصل كل مستفيد على منزل وثلاثة ونصف فدان.

عرابة أبو عزيز 500 فدان و100 منزل، يحصل كل مستفيد على منزل وثلاثة ونصف فدان، وبالمثل بيت علام – جرجا وأولاد يحيى الحاجر – دار السلام.

حملت بطلة الحكاية، عبر جمعية الجنوبي التي ترأس مجلس إدارتها، عبءَ إحياء هذا المشروع المتوقف منذ 2005، وخاضت رحلة معاناة ضد محاولات إجهاض هذا المشروع الوطني. ونجحت من خلال التعاون مع الجهاز الحكومي، وخاصة الوزير محافظ سوهاج اللواء عبد الفتاح سراج الدين، في تسليم الأراضي للمستفيدين في قرية الأحايوة شرق بعد انتظار 20 عامًا، وقامت بحل مشكلة العقود المنفردة لكل مستفيد بـالجلاوية وعرابة أبو عزيز، وحل مشكلة تعلية المنازل لقرى الظهير الصحراوي، ونجحت في حل مشكلة حفر الآبار وتشغيلها في عرابة أبو عزيز، التي بدأت في أكتوبر الحالي أول موسم زراعة لها.

 

وجارٍ حلّ مشكلة توفير مصدر ريّ دائم في الأحايوة والجلاوية.

 

وتم، عبر اتحاد الصناعات، تخصيص 20 فدانًا في قرية الأحايوة شرق لإقامة مجمع صناعي للصناعات الصغيرة مرتبط بقرية الأحايوة شرق (ظهير صحراوي).

 

وكان المحور الثاني للجنوبية الحالمة بحياةٍ أفضل للشباب والمرأة هو:

“الصناعات الصغيرة قاطرة التنمية”.

تحمل ابنة الأحايوة شرق مشروعًا متكاملًا لتحويل الصناعات الصغيرة إلى قاطرة التنمية عبر تحقيق أهداف مشروعها التي تتمثل في الآتي:

توفير فرص عمل للشباب والأسر الأكثر احتياجًا، وتوفير احتياجات المجتمع المحلي، وإعادة تدوير المخلفات – وخاصة الزراعية – والحد من الاستيراد. ويتم هذا المشروع عبر التعاون والتكامل بين مؤسسات المجتمع المدني والحكومة والجهات المانحة من خلال آليات علمية وواقعية مبنية على دراسة اقتصادية واجتماعية وثقافية للمجتمع المصري، وخاصة في صعيد مصر.

عبر الصالون الثقافي الشهري للجمعية، تم مناقشة قضايا ومشكلات المجتمع السوهاجي، والخروج بتوصيات ورفعها للمسؤولين، مثل:

قرى الظهير الصحراوي – الأزمة والحل،

محاربة الغلاء وحماية المستهلك،

إعادة تدوير المخلفات الزراعية،

نحو مشاركة مجتمعية لمؤسسات المجتمع المدني،

وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

ونتج عن ذلك معرض سلع تموينية بقرية الكولا بالتعاون مع مديرية التموين يخدم قرى الكولا والأحايوة شرق والعيساوية، وتوفير لحوم سودانية في أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، وتوقيع بروتوكول مع مديرية الزراعة لجمع المخلفات الزراعية البلاستيكية وإعادة تدويرها، ووضع رؤية لمشاركة الجمعيات الأهلية في حل مشاكل الرعاية الصحية والعملية التعليمية، من خلال رعاية السيد الوزير المحافظ والتعاون مع مديرية الصحة والتربية والتعليم.

 

في عام 2023، عقدت جمعية الجنوبي، بالتعاون مع جامعة سوهاج، أحد أهم المؤتمرات التي عُقدت في السنوات العشر الأخيرة في الجامعة تحت عنوان:

“مؤتمر حلم الجنوب الأول للتنمية”،

وشاركت فيه كليات الزراعة والعلوم والتجارة وآداب قسم الاجتماع، بدراسات في كافة محاور المؤتمر، الذي قدّم مشروعًا متكاملًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سوهاج، وتم رفع توصيات المؤتمر إلى الجهات المسؤولة والعمل على تنفيذها.

 

لم تكن رحلة الجنوبية المعجونة بصلابة وتحدي الجبل وعطاء النيل المتدفق سهلة، بل وُضِع في طريقها عشرات الحواجز من خلال الروتين الحكومي وجماعة أعداء النجاح والمتقاعسين عن الحلم والتحدي، والرافضين أن يحلم غيرهم بتغيير الواقع.

 

قدمت نهلة كمال عباس نموذجًا للقدرة على صناعة التغيير يجب أن نقف أمامه بالرصد والدعم.

 

رحلة الجنوبية تُثبت قدرة فتاة صعيدية على الحلم والعلم والإصرار على التغيير وعبور الحواجز التي تعوق حلم البسطاء في حياةٍ أفضل.

 

ووصل قطار الرحلة – عربة الدرجة الثالثة – إلى محطة أن تكون الجنوبية صوتَ ركاب الدرجة الثالثة الحالمين بوطنٍ يتّسع للجميع.

 

حزب العدل أحد أكثر الأحزاب المصرية انتماءً ودفاعًا عن الإنسان وحقه في حياة أفضل، والذي يقدم نموذجًا يستحق الاهتمام من خلال برنامجه وأداء هيئته البرلمانية، ودفاعه عن حق المصريين دون تمييزٍ ديني أو نوعي أو عرقي أو طائفي أو طبقي في عضوية البرلمان.

 

اتخذت الجنوبية قرارها الجريء بخوض انتخابات برلمان 2025 عن دائرة أخميم والكوثر وساقلته، في مفاجأة تستحق التأييد والدعم.

 

الجنوبية التي تنتمي إلى أسرةٍ متوسطة، والتي لا تمتلك ثروةً أو عائلة نفوذٍ تدعمها، لكنها تمتلك حلمًا ومشروعًا وطنيًا متكاملًا لصالح البسطاء، وخاصة الشباب والمرأة.

 

تتحدى هذه الجنوبية كل المعتقدات التي ترسّخت في أذهان المشهد السياسي المصري حول مقوّمات العبور إلى كرسي البرلمان.

 

تجربة فريدة ومتميزة، الوطن في أشدّ الاحتياج إليها لتصبح نموذجًا وطاقة نورٍ للشباب.

 

حاملة مشعل التنوير تنضم إلى قافلة حملة مشاعل التنوير الجنوبيين، كلٌّ في مجاله: طه حسين، العقاد، مكرم عبيد، جمال عبد الناصر، صلاح أبو سيف، عاطف الطيب، رفاعة الطهطاوي، أحمد بهاء الدين، وروحية بكير.

 

هل تنجح نهلة كمال عباس في تدشين مرحلة جديدة للعمل السياسي في صعيد مصر بشكلٍ عام، وفي سوهاج بشكلٍ خاص؟

 

أعتقد، بل أنا على يقين، أن صاحبة “رحلة الجنوبي” قادرة من جديد على عبور تحديات وسلبيات المشهد الانتخابي وتحقيق الهدف.

 

الجنوبية لم تقدّم وعودًا براقة، لكنها حققت إنجازات على أرض الواقع قبل أن تصبح نائبة، عجز عنها الجميع.

فكيف، وماذا، تستطيع أن تحقق لو أصبحت نائبة؟

|الآراء الواردة لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لمنصة فكر تاني

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً