مع اقتراب موعد الانتخابات، بدأ الشارع السياسي المصري يعيش حالة من الحراك والنشاط الملحوظ.
المرشحون يتحركون في كل اتجاه، يعقدون اللقاءات ويزورون العائلات ويجهزون حملاتهم الدعائية بكل طاقاتهم، فكل يسعى ليكون الأقرب إلى الناس، والأصدق في وعوده، والأكثر حضورا في وجدان دائرته.
مشهد طبيعي في موسم انتخابي يحمل في طياته روح المنافسة، لكنه أيضًا اختبار حقيقي للوعي الشعبي الذي بات يفرق جيدا بين من يعمل بصدق لخدمة الوطن، ومن يبحث عن مقعد ومصلحة شخصية.
لكن ما لا يراه الكثيرون هو الجهد العظيم خلف الكواليس، جهد أجهزة الدولة التي تعمل ليلا ونهارا كي تمر العملية الانتخابية بسلام ونظام.
من التخطيط المسبق، إلى تأمين المقرات، وضبط الشوارع، ومتابعة كل تفاصيل التنظيم، هناك عيون ساهرة تتابع وتراقب وتمنع قبل أن يحدث أي خلل أو تجاوز.
ورجال الشرطة في كل مواقعهم يؤدّون أدوارهم بكل كفاءة وصبر، لأنهم يدركون أن نجاح الانتخابات هو نجاح للوطن بأكمله.
وهنا نصل إلى الأبطال الحقيقيين في الظل، الذين يعملون بصمتٍ وإخلاص، لا يسعون لشهرة ولا يطلبون جزاءً ولا شكورا.
إنهم رجال الأمن الوطني والمخابرات العامة، الذين يحملون على عاتقهم همّ مصر وأمنها واستقرارها.
هم من يواجهون الخطر في بدايته، قبل أن يظهر على السطح، يحمون الوطن من كل مؤامرة تُحاك في الخفاء، ويسهرون من أجل أن ينام المواطن في أمان.
جهدهم الجبار لا يُقاس بعدد الساعات، بل بقدر ما يمنعونه من أخطار وما يحفظونه من دماء.
ولذلك نقولها بصدق القلب، لا كمجرد مواطنين بل كآباء نحب هذا الوطن ونتمنى له الأمن والسلام:
اللهم وفّق أبناء الأمن الوطني والمخابرات العامة، واحفظهم بعينك التي لا تنام، وكن عونا لهم كما كانوا عونا لمصر دائمًا.
إن نجاح أي عملية انتخابية لا يُقاس فقط بعدد الحضور أو أصوات المرشحين، بل يُقاس بسلامة الوطن في النهاية، وبقدرة الدولة على إدارة هذا العرس الديمقراطي دون توتر أو اضطراب.
وذلك هو ثمرة التنسيق والوعي والجهد الشريف الذي تبذله مؤسسات مصر في صمت وشرف.
تحيا مصر جيشا وشرطة وشعبا وقيادة.
تحيا مصر وطنًا لا يعرف الانكسار ولا يقبل الفوضى.