كتبت/ياسمين عاطف
شهد مركز أشمون بمحافظة المنوفية في الأيام الأخيرة أزمة كبيرة بعد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وغرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمنازل الواقعة في مناطق طرح النهر وهي الأراضي التي تكونت نتيجة انخفاض منسوب المياه خلال سنوات سابقة، ما دفع الأهالي لاستغلالها في الزراعة والبناء رغم عدم وجود أوراق ملكية رسمية.
ومع عودة النيل إلى مجراه الطبيعي، اجتاحت المياه القرى والأراضي، ما أدى إلى غرق مئات الأفدنة، وتضرر عدد من المنازل، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة إذا لم يتم التعامل مع الوضع بحزم. وتشير المخاوف إلى أن المعديات النهرية المستخدمة لنقل الأهالي بين القرى قد تشكل خطرا جسيمًا في ظل قوة التيار وارتفاع المياه.
خلفية وتحذيرات سابقة
الجهات الرسمية لم تكن غائبة عن هذا المشهد؛ فالدولة سبق أن أرسلت لجانًا على مدار السنوات الماضية، كما أصدر الرئيس أكثر من توجيه بضرورة إزالة التعديات على مجرى النيل ووقف البناء في أراضي “طرح النهر” ورغم استجابة بعض المواطنين لهذه التحذيرات، فإن آخرين اختاروا العناد والاستمرار في التعدي على الأراضي، وهو ما انعكس اليوم في شكل كارثة طبيعية تهدد الأرواح والممتلكات.
مشهد متكرر ورسالة واضحة
ما يحدث الآن في أشمون ليس مجرد أزمة محلية، بل هو رسالة قوية إلى كل من يستهين بخطورة التعديات على مجرى النيل. فالمياه التي انسحبت قديمًا عادت الآن لتأخذ مسارها الطبيعي، مؤكدة أن الطبيعة لا تعترف بتجاوزات البشر، وأن القوانين الإلهية والبيئية تسود في النهاية.