شهدت قرية أولاد يحيى الحاجر التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، صباح اليوم، حادثًا مأساويًا أمام مدرسة القرية الثانوية، بعدما اصطدمت سيارة نقل محملة بالرمال بدراجة بخارية كان يستقلها طالبان بالصف الثاني الثانوي، مما أسفر عن إصابتهما بجروح خطيرة.
تفاصيل الحادث
الطالبان، اللذان ينحدران من قرية نجع الحسين التابعة للوحدة المحلية بأولاد يحيى قبلي، كانا في طريقهما إلى المدرسة في بداية اليوم الدراسي، عندما فوجئا بسيارة نقل تسير بسرعة عالية، فاصطدمت بهما أمام بوابة المدرسة.
وعلى الفور، هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، ونُقِل الطالبان إلى مستشفى دار السلام المركزي لتلقي الإسعافات الأولية، حيث خضعا للفحوصات الطبية والأشعة.
وكشفت نتائج الفحوصات عن إصابة أحد الطالبين بجرح عميق في الجبهة ونزيف داخلي بسيط، بينما أصيب الآخر بكسور وكدمات في الأنف والجبهة. وبعد استقرار حالتهما مبدئيًا، تقرر تحويلهما إلى العناية المركزة بمستشفى الكوامل لمتابعة وضعهما الصحي.
قلق الأهالي وتضامن مجتمعي
أثار الحادث حالة من الهلع بين الأهالي وزملاء الطالبين، الذين توافدوا إلى المستشفى للاطمئنان على حالتهما، وسادت القرية حالة من القلق والترقب، وسط دعوات متواصلة من الأهالي وأسر الطالبين بأن يمنّ الله عليهما بالشفاء العاجل.
وكيل الإدارة التعليمية.. نموذج للقيادة الإنسانية
في خطوة إنسانية لاقت إشادة واسعة، ترك وجيه الحامدي، وكيل إدارة دار السلام التعليمية، مهام عمله صباح اليوم فور تلقيه خبر الحادث، وتوجه مباشرة إلى المستشفى لمتابعة حالة الطالبين والوقوف بجانب ذويهما.
ولم يكتفِ الحامدي بمتابعة الحادث من مكتبه، بل رافق الطالبين خلال عملية نقلهما إلى مستشفى الكوامل، وظل إلى جانب أسرتيهما أثناء إجراء الفحوصات والتحاليل، مطمئنًا بنفسه على تفاصيل حالتهم الصحية.
وقال أحد أولياء الأمور: “تصرف وكيل الإدارة خفف كثيرًا من خوفنا، فقد شعرنا أن أبناءنا في أيدٍ أمينة، وأن الإدارة التعليمية تهتم بأبنائها ليس فقط كطلاب، بل كأبناء هذا المجتمع”.
رسالة طمأنة للأهالي
وأكد الحامدي أن الإدارة التعليمية حريصة على سلامة الطلاب داخل وخارج المدرسة، مشددًا على أن مثل هذه المواقف تتطلب تكاتف الجميع، بدءًا من الأجهزة التنفيذية وحتى الأهالي، لضمان حماية الطلاب.
وأضاف أن الإدارة ستتواصل مع الجهات المعنية لمتابعة التحقيقات، والعمل على تعزيز إجراءات السلامة أمام المدارس، خاصة في المناطق القريبة من الطرق السريعة.
هذا الموقف الإنساني من وكيل الإدارة التعليمية لم يقتصر أثره على الطالبين وأسرتيهما فحسب، بل بعث برسالة قوية إلى المجتمع بأسره مفادها أن القيادة الحقيقية هي التي تتواجد في وقت الأزمات، وتكون سندًا ودعمًا للناس.
ويظل أمل أهالي القرية معقودًا على شفاء الطالبين وعودتهما سالمين إلى أسرهما، وسط دعوات متواصلة لهما بالسلامة.
