كشف رئيس مجلس إدارة شركة المهندس للتصميمات والاستشارات الهندسية وإدارة المشروعات ( MEC ) المهندس ضياء كامل عضو نقابة المهندسين، عن انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعى في العديد من مجالات البناء في مصر حاليا وعلى رأسهم مجالى الهندسة المدنية والهندسة الانشائية , مشيرا إلى ان تغلغل الذكاء الاصطناعي بدء في شكل المباني الذكية SMART BUILDING وأتمتة المنازل وعمارة المدن الذكية على مستوى أكبر.
وأكد ضياء كامل خلال لقائه مع برنامج نهارك سعيد على شاشة نايل لايف بالتليفزيون المصري على ان تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البناء لم تعد تتعلق فقط بنفنيات وتقنيات البناء بشكل بحت ولكنها تتغلغل في اقتصاديات البناء حيث اصبحت تعطي البناء إمكانيات جديدة في مقدمتها توفير الطاقة وتقليل التكييف واستخدامات الأدوات الكهربائية بشكل عام وأشار إلى ان التكلفة المرتفعة لتعميم نظم الذكاء الاصطناعي في المبنى بقدر ما هي مرتفعة بقدر ما تعمل على تحقيق وفورات استخدام كبيرة على طول العمر الافتراضي للمبنى وللنظم .
وعدد الخبير الانشائي المزايا التي تمكنها نظم الذكاء الاصطناعي للمبنى وشاغليه حيث انه يتيح لهم مساعد ذكاء اصطناعي يخلق لهم حلول متعددة عند الطوارئ مثل أنظمة مقاومة الحريق إضافة إلى حلول الأمان الجديدة التي يقدمها لأصحاب المبنى والتي تقوم على عمليات تحليل بيانات ومعلومات سلوك القائمين على المبنى وابتكار حلول للمشاكل الأمنية التي قد تواجههم وكذلك التدخل لحلها بشكل كامل.
وأكد المهندس ضياء كامل على ان أهم ما يميز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات التصميم والانشاء انه لن يؤدي إلى اختفاء أهمية ودور العامل البشري حيث انه يبقى في حاجة إلى وظيفة الرقيب الانساني على عمليات الذكاء الاصطناعي بما يمكنه من التدخل والتعديل في مسار سلوك الذكاء الاصطناعي كاشفا عن ان هذه التقنيات حاليا وإن كانت قادرة على تقديم تصميمات معقدة الا انها مازالت قاصرة في مجال التصميم بالنسبة للخيال البشري وقدرته على تقديم الحلول الابداعية مركبة التعقيد , بينما تبقى قدرات الذكاء الاصطناعي محصورة في نطاق تقديم التصميمات التي تتراوح بين البسيط إلى متوسط التعقد .
وتطرق ضياء كامل إلى تقنيات البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد كأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البناء وأشار إلى انها قائمة في البناء على تشييد المبنى من خلال تراكم الطبقات ذات الأبعاد الثلاثية في كل جزء من المبنى وذلك باستخدام المواد الأسمنتية والخرسانة وأكد على لم يتم تطبيقها حتى الان في مصر ولكنها منتشرة حاليا في الدول العربية حيث تتصدر الامارات وبالأخص دبي الريادة في البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد كاشفا عن ان أهم المبانى التي تم بنائها بهذه التقنية هي مبنى بلدية دبي.
واعتبر ضياء كامل ان ظهور وانتشار البناء بالطباعة ثلاثية الابعاد في مصر تتطلب تغيير ثقافي في ثقافة العملية الإنشائية اضافة إلى مجموعة من التعديلات التشريعية الجذرية التي من شأنها تعريف وتنظيم عمليات استخدام هذه التقنية بالاضافة إلى ضرورة تطوير أكواد بنائية ترتبط بهذه التقنية وظروفها وفي الوقت نفسه تتلائم مع الظروف الايكولوجية والاجتماعية والاقتصادية المصرية .
وكشف ضياء كامل عن ان حجم سوق البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد عالميا بلغ حاليا 18.2 تريليون دولار مع توقعات بأن تقفز بنسبة 102 في المئة 2030 , مشيرا الى ان أدوات البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد ليست واحدة حاليا ولكنها ذات ثلاث أنواع الأول هو الطابعات الآلية وهي تستخدم في صناعة مواد البناء وفي مصانع الاسمنت وكذلك طابعات الكرين والطابعات العملاقة وهي طابعات يتم تطويرها للعمل في مشروعات بناء كبيرة مثل المستشفيات والفنادق والجسور وكل المبانى الخدمية , ونبه في الوقت نفسه إلى انه حتى الان تقتصر امكانيات هذه التقنيات على انشاء منزل مكون من طابق إلى ثلاثة طوابق بحد أقصى .
ونبه ضياء كامل إلى ان أهم التحديات التي تواجه انتشار تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى يتمثل في الاستثمارات الأولية الكبيرة التي تتطلبها نشر هذه التقنيات في المبانى اضافة إلى التكلفة الزائدة في المبنى التي تصل 15 في المئة من قيمة المبنى مؤكدا في الوقت نفسه على قصر مدة استرداد التكلفة والتي لاتتجاوز عامين .
وتطرق حديث ضياء كامل إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في السوق العقارية مشيرا إلى ان تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السوق العقارية قد أحدثت قفزة تطورية كبرى في المجال مع قدرته على تجميع وتحليل تدفق كثيف من البيانات والمعلومات والمقارنة والخروج بنتائج الأمر الذي مكن هذه التطبيقات من رسم تصورات داعمة أمكنها مساعدة المطورين في اتخاذ قراراتهم المصيرية في المشروعات , هذا اضافة إلى قدراته على تقديم حلول لصيانة العقارات ومتابعة تقديم حلول ما بعد الخدمة والبيع للعملاء.