الطلاب الموجودون اليوم داخل الفصول الدراسية هم قادة المستقبل ، ولكن يكمن السؤال في مدى استعدادهم ليكونوا قادة في عالم يسوده التحول الرقمي في المستقبل ؟
لا يمكن حجب الفوائد الكبيرة والثروة الغنية التي يدُرها العصر الرقمي الجديد عبر ما يتيحه لنا من فرص تضمن لجميع المجتمعات تحقيق النمو والازدهار ، فإذا تطرقنا بالحديث عن مصر على سبيل المثال ، فقد أشارت التقارير أن التحول الرقمي سيؤدي إلى نمواً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 21 مليار دولار بحلول عام 2025 ، كما أنه سيساهم في خلق 945 ألف وظيفة (بنظام عمل كامل وليس جزئي) في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
ولكن كي يصبح بمقدورنا أن نحقق أفضل استفادة من هذه الفرص المستقبلية ، لابُد لنا من تهيئة الشاب المصري بالمهارات اللازمة والعلوم المناسبة التي من شأنها أن تُعدهم بالشكل الصحيح لمواكبة متطلبات العمل في المستقبل ، ففي ظل التنافس والتسارع الكبير الذي نشهده اليوم في بيئة الأعمال من أجل اقتناء التكنولوجيا ، سيحتاج ما يقارب من 375 مليون شخص بحلول عام 2030 إلى تغيير نمط أعمالهم أو الوظائف التي يقومون بها الآن ، لذلك تَعمد شركة مايكروسوفت من خلال العديد من المبادرات التي أطلقتها في مصر إلى تنمية مهارات الشباب ، حيث قدمت خدمات التدريب والتوظيف إلى 1.4 مليون شاب منذ عام 2012 ، وذلك من خلال تطوير 500 مركز عبر 27 محافظة مختلفة ، بالإضافة إلى رفع مستوى قدرات 670 ألف شاب ، وربط أكثر من 12 ألف شاب بفرصة عمل ، فضلاً عن تدريب 122 ألف شاب خلال سنة واحدة (2019).