رئيس التحرير

أرشد الحامدي

رئيس التحرير التنفيذي

وفاء رمضان

مديروا التحرير

آيه القصاص
محمد عوض

رئيس التحرير

أرشد الحامدي

رئيس تحرير تنفيذي

وفاء رمضان

مديروا التحرير

آيه القصاص
محمد عوض

أ.د دنغ وين تشيان يكتب ” للمؤشر الاقتصادي” : الثقافة الصينية تنطلق عالميًا وتُبرز مواهبها

بقلم أ.د دنغ وين تشيان- أستاذ دكتور مشارك – بجامعة تشيلو للتكنولوجيا- الصين

 

في شهر سبتمبرمن كل عام، وفي مدينة تشوفو بمقاطعة شاندونغ، تحت أسوار الإمبراطورية الشامخة وداخل أحضان جبل ني المقدس، يجتمع عشاق الكونفوشيوسية من جميع أنحاء العالم للمشاركة في حوار يتجاوز حدود الزمان والمكان، والاستمتاع بمهرجان ثقافي صيني أصيل. يُقام مهرجان الصين (تشوفو) الثقافي الدولي كونفوشيوس منذ 34 عامًا متتاليًا. فمنذ سنوات عديدة، تُقيم الصين مهرجان كونفوشيوس الثقافي الدولي تحت شعار “تعزيز الثقافة الصينية” وإحياء ذكرى الفلاسفة القدماء، وتبادل الثقافات، وتطوير السياحة، وتعزيز الانفتاح، وازدهار الاقتصاد، وتوطيد الصداقة. من خلال الاحتفالات الدولية، تحكي الصين قصتها، وتوصل صوتها، وتُبرز صورةً موثوقةً ومحبوبةً ومحترمةً عن الصين ومعالمها الحضارية. مما يُعزز نشر الثقافة الصينية على الصعيد الدولي، من خلال التعاون المتبادل بين ثقافة وحضارات الشعوب، ويُعزز تأثيرها وجاذبيتها لدى الشعوب.
إن عرض قصة الصين جيدًا يُعزز فهم الثقافة الصينية. ويكمن المبدأ الأساسي لسرد قصة الصين على نحوٍ جيد في نشر المفاهيم الثقافية. فالرموز الثقافية تُعدّ أدواتٍ لنقل القيم وإظهار جوهرالفكر. وتحمل الرموز الثقافية الصينية الذاكرة الجماعية للأمة الصينية، وهي علاماتٌ فريدة تعكس جوهر الثقافة الصينية. وهنا ينبغي علينا تعزيز الثقافة التقليدية المتميزة من منظور ثقافي صيني، باستخدام أساليب متعددة تجذب الجمهور الدولي، وتويظيف المفاهيم والفئات والتعبيرات التي تجمع بين النهجين الصيني والغربي والعربي، لاستخلاص وإبراز الرموز الروحية والجوهر الثقافي للثقافة التقليدية المتميزة للصين. حيث تُظهر الممارسات الحديثة أن الانتشار والتأثير الدوليين لعناصر الثقافة التقليدية المتميزة للصين في تزايدٍ مستمر. ومن هنا تحظى فنون قص الورق، والخزف الأزرق والأبيض، والخط الصيني، والجدائل الصينية، والكونغ فو الصيني، والمهرجانات الصينية تحظي بإعجابٍ كبير من الشعوب الأخرى وتثير فضولهم تجاه الثقافة الصينية، مما أثار اهتمامًا كبيرًا بالثقافة الصينية. ويستمر “حماس عيد الربيع” في الانتشار في الخارج. منذ 22 ديسمبر 2023، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين قرارًا باعتبار رأس السنة القمرية الصينية عطلةً رسميةً للأمم المتحدة. ويحتفل حاليًا ما يقرب من خُمس سكان العالم بالعام القمري الصيني الجديد بطرق متنوعة.
– دفع الثقافة الصينية نحو الإبداع والتجديد
وهنا يجب علينا تعزيز التحول الإبداعي والتطوير المبتكر للثقافة الصينية التقليدية المتميزة. ولا سبيل لتعزيز جاذبية الثقافة الصينية، وتقارب صورة الصين، وقوة خطابها، وتشكيل صورة البلاد بفعالية، والتأثير على الرأي العام الدولي إلا من خلال بناء نظام خطابي وسردي صيني، وتعزيز حضور الصين الدولي. ومع تعميق الصين لتبادلاتها مع الحضارات العالمية، أصبحت مقترحاتها التي تُجسد القيم الثقافية والأخلاقية الصينية تُشكل بشكل متزايد حلولاً مهمة للمشاكل العالمية، وتحظى باعتراف واسع من دول العالم. وقد أُدرجت رؤية الصين لمجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية في العديد من قرارات الأمم المتحدة، مما نال إجماعًا دوليًا واسعًا، وأظهر باستمرار الأهمية العالمية للحكمة الصينية.
– تعزيز تصدير المنتجات الثقافية ورفع قوة الإنتشار.
إن تشجيع نشر وتصدير المنتجات الثقافية عالية الجودة، وتعزيز نشر الثقافة الصينية. والتركيز على المعارض الثقافية الخارجية، والانخراط في التبادلات والتعاون الاقتصادي والثقافي الدولي، والسعي إلى تعزيز القيم والأفكار والأعمال الأدبية والفنية والإنجازات الثقافية التي تعكس تطور الصين المعاصر وتقدمها في المعارض الخارجية والتي تؤثر على الجمهور العام.
ففي عام 2023، بلغ إجمالي واردات وصادرات الصين من المنتجات الثقافية 162.18 مليار دولار أمريكي، منها ما يقارب 144.81 مليار دولار أمريكي كصادرات. وقد احتل حجم واردات وصادرات الصين من المنتجات الثقافية المرتبة الأولى عالميًا لسنوات متتالية. وقد استفاد عدد من المنتجات الثقافية ذات الخصائص الثقافية الصينية من خطة عمل ” الألف شراع في البحر” لتصديرها وبيعها بشكل جيد في الخارج. وتحظى المنتجات الثقافية “الثلاثية الجديدة”، المتمثلة في الأدب الإلكتروني، والدراما الإلكترونية، والألعاب الإلكترونية، بشعبية كبيرة في الأسواق الخارجية.
ومع ذلك، يجب علينا أيضًا أن ندرك بأنه بالرغم من تزايد عملية التواصل الثقافي الدولي، إلا أنه لا تزال هناك تحديات شائعة ومتجذرة تعيق عملية التواصل بين الصين وبعض الشعوب مثل:- البنية الرتيبة نسبيًا لجهات الاتصال، ونقص المحتوى، والحاجة إلى تعزيز قدرات التواصل. هناك حاجة ملحة لبناء نظام تواصل خطابي، وابتكار أساليب تواصل متعددة، والاستفادة من التأثير التعاوني للكيانات المتعددة في التواصل الدولي، وتعزيز فعالية نشر الثقافة الصينية عالميًا.
في هذا العصر الجديد وفي رحلة الصين الجديدة، يجب علينا تنسيق سيمفونية التواصل الدولي للثقافة الصينية. والاستفادة من منصات النشر الدولي للثقافة الصينية، وتعزيز قدراتنا في البحث والتفسير للآثار الثقافية، والارتقاء بمستوى التواصل الدولي. كما يجب علينا إحياء أشكال عرض الآثار الثقافية، وبناء منظومة إعلامية رقمية للنشر الدولي للثقافة الصينية، والانخراط بفعالية في التواصل الثقافي الدولي عبر الفضاء الإلكتروني. ويجب علينا أيضا تنشيط أساليب النشر الدولي للثقافة الصينية، مع التركيز على العناصر الأساسية مثل الموضوع والمحتوى وشكل الخطاب. ويجب علينا ابتكار نظام خطابي لنشر الثقافة الصينية دوليًا، وتعزيز ريادتها وتقاربها وجاذبيتها
الثقافة ملك للإنسانية جمعاء
إن ثقافة أي أمة ليست ملكًا لها فحسب، بل هي ملك للعالم أجمع. من خلال تعزيز القدرة على نشر الثقافة الصينية دوليًا، وهنا يجب علينا مواصلة تعزيز الانتشار العالمي للثقافة الصينية، وتعزيز تأثيرها الدولي، والمساهمة في تطوير الحضارة الصينية الحديثة، وتعزيز التبادل والتعلم المتبادل بين حضارات العالم، وبناء شكل جديد من الحضارة الإنسانية.

أ.د دنغ وين تشيان- جامعة تشيلو للتكنولوجيا- شاندونج- الصين.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة