مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

مصطفى البلك يكتب لـ “المؤشر الاقتصادي”: لا تفهمونا غلط .. دعمًا للفنانة وفاء عامر.. عندما يصبح الصمت جريمة، ويتحوّل الفضاء الرقمي إلى ساحة لتشويه السمعة.

تتعرض الفنانة الكبيرة وفاء عامر هذه الأيام لواحدة من أكثر الحملات الممنهجة التي تستهدف تشويه سمعتها والنيل من مكانتها الفنية والإنسانية، من خلال اتهامات لا تمت للواقع بصلة، في مقدمتها الزعم بتورطها في تجارة الأعضاء البشرية، وربط اسمها بوفاة أحد لاعبي كرة القدم. وقد تداول هذه الشائعات مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار حالة واسعة من الغضب والاستياء، ليس فقط في أوساط جمهورها، بل داخل الوسط الفني كله.

هذه الحملة، التي تفتقر إلى أي سند قانوني أو أخلاقي، تفتح الباب أمام تساؤل خطير: كيف تحوّل الفضاء الرقمي إلى منبر لتشويه الأشخاص واغتيال سمعتهم دون دليل؟ وهل أصبحت “الشهرة الزائفة” مبررًا كافيًا للإساءة إلى من أفنوا عمرهم في خدمة الفن والمجتمع؟

من يعرف الفنانة وفاء عامر عن قرب يدرك تمامًا أنها لم تكن يومًا إلا نموذجًا للفنانة الراقية والإنسانة صاحبة القلب الكبير بنت البلد الجدعة التي سخرت حياتها وما تملك من اجل الغير وكل محتاج او يحتاج يد العون . ساهمت في أعمال إنسانية كثيرة، من بينها التبرع بوحدات غسيل كلوي، وإنشاء دار لرعاية المسنين، وكانت دائمًا حاضرة في كل موقف إنساني دون ضجيج. هي شخصية كرّست جزءًا كبيرًا من وقتها وجهدها في مساعدة من يحتاج، دون أن تنتظر شكرًا أو عرفانًا.

من الطبيعي أن ترفض الفنانة هذه الاتهامات جملة وتفصيلًا، وقد جاء ردها سريعًا وواضحًا عبر بيان رسمي أكدت فيه أنها بدأت بالفعل في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة كل من تورط في ترويج هذه الأكاذيب، ولن تتهاون في الدفاع عن اسمها وحقها في الكرامة وفي دفع هذه الاتهامات الباطلة عنها . وشددت على أنها لن تتنازل عن حقها، وستلجأ إلى القضاء لرد الاعتبار ومعاقبة كل من أساء إليها.

نقابة الممثلين من جانبها لم تقف موقف المتفرج، بل أعلنت في بيان رسمي كامل دعمها للفنانة، مؤكدة أنها صاحبة تاريخ طويل من العطاء الفني والوطني والإنساني، وتحظى باحترام وتقدير داخل الوسط وخارجه. كما أكدت النقابة متابعتها الحثيثة لتفاصيل القضية، واستعدادها لاتخاذ أي إجراءات لازمة لحماية أعضائها من حملات التشويه.

فريق الدفاع القانوني للفنانة أعلن بدوره عن اتخاذ كافة الخطوات الرسمية تجاه من أطلقوا هذه المزاعم، مؤكدًا أن ما حدث يندرج تحت عدد من المواد القانونية التي تجرم السب والقذف ونشر الأخبار الكاذبة وتكدير السلم العام. وسيتم عرض القضية على المحكمة الاقتصادية، مع المطالبة بتعويض مادي كبير عن الأضرار النفسية والمعنوية التي لحقت بها.

إن ما تتعرض له الفنانة وفاء عامر ليس قضية شخصية بقدر ما هو ناقوس خطر يهدد المجتمع بأكمله. فالتشويه عبر الإنترنت، أو ما يعرف بجرائم السوشيال ميديا، بات ظاهرة تهدد خصوصية الأفراد وسلامة المجتمع، وتستلزم تدخلًا حاسمًا من الجهات المختصة، وعلى رأسها النقابات الفنية ونطالب رئيس اتحاد النقابات الفنية ان يقوم بالتضامن مع نقابة الممثلين والنقابات الفنية ، لوضع حد لهذا الانفلات باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة .

دعم وفاء عامر اليوم لا يجب أن يكون مجرد تعاطف عابر، بل موقف مجتمعي واضح وصريح ضد استباحة الكرامات، وضد حملات التشهير المدفوعة والغبية الموتورة ، وضد من يتخذ من منصات التواصل سلاحًا لقتل السمعة في لحظة. الكلمة مسؤولية، ومن يطلقها دون وعي أو ضمير، يجب أن يُحاسب بالقانون.

هذه لحظة يجب أن ننتصر فيها للحقيقة والعدالة، وأن نؤكد أن المجتمع لا يرحب بمن يصنعون ترندات على حساب الشرفاء، بل يقف صفًا واحدًا مع من خدموا هذا البلد بفنهم وأخلاقهم وإنسانيتهم. وفاء عامر لا تستحق فقط الدفاع، بل تستحق التقدير، والوقوف معها اليوم هو وقوف مع كل من يمكن أن تطاله رصاصة شائعة غادرة غدًا.

مصطفي البلك

[email protected]

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً