خيم الحزن على الوسط الإعلامي الفلسطيني والعربي، عقب رحيل الإعلامية الفلسطينية المخضرمة إيناس كمال الطويل، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، تاركة خلفها مسيرة مهنية مشرفة ومواقف وطنية لا تُنسى.
ونعى الإعلام الرسمي الفلسطيني، ممثلاً بالوزير أحمد عساف، المشرف العام على هيئة الإذاعة والتلفزيون، وكافة العاملين، الزميلة الراحلة التي عملت مذيعة ومقدمة برامج في تلفزيون فلسطين – مكتب القاهرة، وكانت من أوائل المؤسسين لهذا الصرح الإعلامي الوطني.
على مدى أكثر من ثلاثين عاماً كانت إيناس الطويل واحدة من أبرز الوجوه الإعلامية التي أطلت عبر شاشة تلفزيون فلسطين. كانت أول من قرأ نشرات الأخبار وقدّمت مجموعة من البرامج المتنوعة ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، أبرزها برنامج “صرخة للحالات الإنسانية” وبرنامج “من الصفر للقمة”، اللذان لامسا قلوب الجمهور وعبّرا عن نبض الناس وهمومهم.
التزام لا يُضاهى.. ووطنية راسخة
لم تكن إيناس مجرد مذيعة، بل كانت رمزًا للمهنية والالتزام. كانت أول من يستجيب لأي طارئ جاهزة دومًا للوقوف أمام الكاميرا دون تردد أو خوف و بلباقة وثقة لافتة.
عرفها زملاؤها بالتعاون والتفاني كانت تتطوع لتغطية نوبات الزملاء في الأعياد وتصرّ على الحضور في عيدي الفطر والأضحى كي تتيح لهم فرصة قضاء الوقت مع عائلاتهم كما كانت تسابق الزمن لتغطية المناسبات الوطنية، مرتدية ثوبها الفلسطيني الذي أحبته واعتادت الظهور به في المحافل الرسمية.
صوت هادئ.. ووجدان ثائر
جمعت الراحلة بين الهدوء والرزانة في حضورها وبين الحماسة والنشاط في أدائها. كانت مؤمنة برسالتها الإعلامية ومُحبّة للجميع لا تتوانى عن دعم أي زميل أو زميلة وتتسم بانتماء راسخ لشاشة تلفزيون فلسطين التي طالما اعتبرتها بيتها الأول.
ثقافتها الواسعة واطلاعها الدائم وفكرها المتقد جعلوا منها إعلامية بالفطرة ومثقفة بالموهبة والعلم والتجربة
برحيل ايناس يفتقد الإعلام الفلسطيني صوتًا من أنقى أصواته ووجهًا وطنيًا ارتبط بعقود من العمل المهني والرسالة الإعلامية الهادفة وستظل ذكراها نابضة في قلوب كل من عرفوها .
