مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

المستشار أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ عن الدراما الرمضانية :ممدوح الليثي نموذجًا أثرى الشاشة الصغيرة بأعمال فنية خالدة لامست قضايا اجتماعية ووطنية حساسة.

أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ في تصريحات خاصة أن الدراما المصرية قد شهدت هذا العام زخمًا ملحوظًا وتنوعًا في المضامين والقضايا التي تناولتها، في محاولة تنقل نبض المجتمع وهمومه وتطلعاته ومستلهمة في كثير من الأحيان من إرث عمالقة الدراما الذين تركوا بصمات لا تمحى في تاريخ التلفزيون المصري.

ومن بين هؤلاء الرواد يبرز اسم الكاتب والمنتج الكبير ممدوح الليثي رحمه الله الذي أثرى الشاشة الصغيرة بأعمال فنية خالدة لامست قضايا اجتماعية ووطنية حساسة، وتركت أثرًا عميقًا في وجدان المشاهد المصري والعربي على حد سواء.

لقد كان ممدوح الليثي يضع استراتيجية وطنية للدراما في رمضان من كل عام، وهذه الاستراتيجية كانت قائمة على اختيار كتاب عمالقة ومخرجين كبار وممثلين يتمتعون بأداء رائع من أجل إنتاج متميز.

ولذلك تم إنتاج توليفة متنوعة من الأعمال التي استهدفت شرائح مختلفة من الجمهور، حيث برزت المسلسلات الاجتماعية التي تناولت قضايا أسرية وعلاقات إنسانية معقدة، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجه الأسر المصرية في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتسارعة.

كما حظيت المسلسلات التي قدمها ممدوح الليثي قضايا المرأة وتمكينها وحقوقها بمساحة لا بأس بها، محاولة تقديم نماذج نسائية قوية وملهمة قادرة على تجاوز الصعاب وتحقيق الذات.

ولم تغب عن ممدوح الليثي المسلسلات التي تناولت قضايا الشباب وتحدياتهم وطموحاتهم، محاولة الاقتراب من عالمهم والتعبير عن آمالهم ومخاوفهم.

إلى جانب الدراما الاجتماعية، حيث كان هناك حضور لافت للمسلسلات التاريخية والسير الذاتية التي استعرضت فترات هامة من تاريخ مصر الحديث، أو تناولت حياة شخصيات مؤثرة تركت بصمات واضحة في مجالات مختلفة.

هذه النوعية من الأعمال لم تقتصر على التوثيق التاريخي، بل سعت أيضًا إلى استخلاص العبر وربطها بالحاضر.

الوطنية والانتماء برزت المسلسلات الاجتماعية التي تناولت قضايا أسرية وتعميق الشعور بالهوية وعلاقات إنسانية.

كما لم يخل الموسم الدرامي في استراتيجية الليثي من المسلسلات الكوميدية التي حاولت رسم البسمة على وجوه المشاهدين وتقديم جرعة من الترفيه الخفيف مع الحرص في بعض الأحيان على تضمين رسائل وقيم إيجابية في سياق الأحداث الكوميدية.

وفي خضم هذا التنوع الفني في الإنتاج الدرامي، لا يمكن إغفال الدور الرائد الذي قام به ممدوح الليثي على مدار مسيرته الفنية الطويلة في تقديم أعمال درامية ذات قيمة مهنية وموضوعية عالية.

لقد كان الليثي مؤمنًا بأن الدراما ليست مجرد وسيلة للتسلية والترفيه، بل هي أداة قوية للتوعية والتثقيف والتأثير في الرأي العام.

ولذلك حرص في معظم أعماله التي قدمها ككاتب أو منتج على اختيار الموضوعات التي تمس قضايا حقيقية في المجتمع المصري، وتسليط الضوء على المشكلات والتحديات التي تواجه المواطنين، مع محاولة تقديم رؤى وحلول ممكنة.

وتميزت أعمال ممدوح الليثي بالجرأة في طرح القضايا الاجتماعية الحساسة مثل الفقر والبطالة والفساد والتطرف والعنف الأسرى وقضايا المرأة والشباب.

لم يكن يخشى الخوض في المناطق الشائكة، بل كان يرى في ذلك واجبًا على الفنان تجاه مجتمعه.

وقد تجلى ذلك بوضوح في العديد من المسلسلات التي قدمها، والتي ناقشت هذه القضايا بعمق وصدق وأثارت نقاشًا مجتمعيًا واسعًا، وساهمت في زيادة الوعي بها.

لم تقتصر اهتمامات ممدوح الليثي على القضايا الاجتماعية الداخلية، بل امتدت أيضًا إلى القضايا الوطنية والقومية.

لقد كان الليثي مؤمنًا بأهمية دور الفن في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني، وتعميق الوعي بالتاريخ والهوية المصرية والعربية.

وقد تجلى ذلك في الأعمال الدرامية التي تناولت فترات هامة من تاريخ مصر، أو التي استعرضت بطولات وتضحيات أبناء الوطن في سبيل الدفاع عنه.

كما كان حريصًا على تقديم صورة إيجابية عن مصر وقيمها وتقاليدها العريقة.

لقد كان ممدوح الليثي يتمتع برؤية فنية ثاقبة وقدرة على اختيار النصوص الجيدة والمواهب المتميزة من الممثلين والمخرجين.

كان يؤمن بأهمية التكامل بين عناصر العمل الدرامي المختلفة، من أجل تقديم منتج فني متكامل ومؤثر.

وقد ساهمت هذه الرؤية في تحقيق النجاح الكبير الذي حظيت به العديد من الأعمال التي أشرف عليها أو قام بكتابتها.

إن الإرث الذي تركه ممدوح الليثي في عالم الدراما المصرية يمثل حاضرًا ومؤثرًا حتى اليوم.

فقد استطاعت أعماله أن تخاطب عقول وقلوب المشاهدين، وأن تترك بصمات واضحة في الذاكرة الجمعية.

ولا شك أن دراما هذا العام، بما قدمته من تنوع في الموضوعات والأساليب، كان يجب أن تستلهم بشكل أو بآخر من هذا الإرث الفني، وتحاول أن تسير على نفس الدرب في تقديم أعمال فنية هادفة ومؤثرة تلامس قضايا المجتمع والوطن.

وإذا نظرنا إلى مسيرة الكاتب والمنتج القدير ممدوح الليثي، نجد أنه قد وضع أسسًا راسخة للدراما الاجتماعية والوطنية الهادفة، وأن أعماله ستظل مرجعًا هامًا للأجيال القادمة من صناع الدراما.

إن الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والوطنية في الدراما ليس مجرد اتجاه فني، بل هو ضرورة حتمية لكي تقوم الدراما بدورها الحقيقي في التوعية والتثقيف والتأثير الإيجابي في المجتمع، وهو ما أدركه الراحل ممدوح الليثي مبكرًا وسعى لتحقيقه في كل أعماله.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً