شارك الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للعلاقات الخارجية، في اجتماعات اللجنة الأفريقية للأممية الاشتراكية التي انعقدت في العاصمة المغربية الرباط.
وخلال الجلسة التي حملت عنوان “القوة العسكرية في إفريقيا: انتكاسات ديمقراطية أم توجه نحو الحرية؟”، ألقى البياضي كلمة تناولت دور القوة العسكرية في المشهد السياسي الأفريقي وتأثيرها على مسارات الديمقراطية والحرية.
أبرز ما جاء في الكلمة:
تحدث البياضي عن تجارب ثلاث دول أفريقية، هي السودان ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مستعرضًا التحديات التي تواجهها في تحقيق الديمقراطية في ظل هيمنة القوة العسكرية:
• السودان:
أشار البياضي إلى التحولات الكبرى التي شهدها السودان منذ الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019، حيث تحولت المؤسسة العسكرية من دعم تطلعات الشعب إلى أداة للصراع على النفوذ، ما تسبب في اندلاع صراع دموي بين الجيش وقوات الدعم السريع في 2023.
• مالي:
أوضح أن الانقلابات العسكرية المتتالية في مالي عامي 2020 و2021 جاءت كرد فعل على الإخفاق السياسي، لكنها لم تحقق الاستقرار، بل عززت من النفوذ العسكري وأدت إلى تدخلات خارجية زادت الأوضاع تعقيدًا.
• الكونغو الديمقراطية:
تناول البياضي دور المليشيات المسلحة والقوات العسكرية في تفاقم الصراعات، مشيرًا إلى أنها باتت عقبة رئيسية أمام تحقيق الاستقرار والديمقراطية في ظل غياب مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات.
رؤية مستقبلية:
اختتم البياضي كلمته بالتأكيد على أن التحرر والديمقراطية في إفريقيا لن يتحققا بالقوة العسكرية وحدها، بل عبر بناء مؤسسات سياسية قوية وشاملة تحترم إرادة الشعوب. كما دعا إلى:
1. إصلاح المؤسسات العسكرية لضمان ولائها للمصالح الوطنية.
2. تعزيز الحكم المدني ودعم المؤسسات الديمقراطية.
3. تفعيل الجهود الإقليمية والدولية لدعم الانتقال السلمي للسلطة.
وشدد على أهمية العمل الجماعي لتحويل دور المؤسسات العسكرية إلى حماية الشعوب ودعم التحول الديمقراطي، بدلًا من أن تكون أداة للسيطرة وتقويض الديمقراطية.