أثار موضوع تدريس الشخصيات الواقعية في المناهج التعليمية جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية والمجتمعية في مصر، خاصة بعد انتشار خبر عن إدراج قصة “عبد الغفور البرعي” من مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” في منهج الصف الأول الإعدادي، وبينما نفت وزارة التربية والتعليم صحة هذه الأنباء، بدأت الأصوات تتعالى حول إمكانية اعتماد القصص الواقعية والنماذج الملهمة ضمن المناهج التعليمية.
إدراج القصص الواقعية في المناهج التعليمية:
تتساءل هبة الطماوي، أخصائي الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية، في تصريحاتها لـ”المصري اليوم”، حول فاعلية تدريس القصص الواقعية في المناهج،وتشير إلى أن استخدام قصص ملهمة وواقعية قد يساعد في تشكيل عقلية المراهقين والأطفال، معتبرة أن الطلاب يتعلمون بشكل أفضل عندما يتم تقديم المعلومات بطريقة تفاعلية وممتعة، مثل القصص الدرامية الشهيرة التي تجذب انتباههم وتثير اهتمامهم.
القصص الواقعية كأداة تعليمية:
وفقًا للطماوي، فإن العقل البشري يقتنع بصريًا عن طريق الصور، مما يجعل القصص الدرامية أداة فعالة لتقديم نماذج إيجابية يحتذى بها الطلاب، وتضيف أن هذه القصص يجب أن تكون معاصرة وواقعية لتعكس العالم الحالي وتواكب العصر، بدلاً من الاعتماد على القصص التقليدية التي لم تعد تجذب اهتمام الطلاب.
تحديات استخدام الشخصيات الدرامية في التعليم:
رغم أن شخصية “عبد الغفور البرعي” قد تبدو نموذجًا ملهمًا نظرًا لكونه شخصية عصامية بدأت من الصفر وحققت نجاحًا كبيرًا، إلا أن الطماوي تحذر من استخدامه كنموذج تعليمي بسبب الرسائل المعقدة التي يحملها المسلسل، حيث تعرض أبناؤه للأذى النفسي والاجتماعي بسبب نجاحه، مما يعكس صورة سلبية عن العلاقة بين النجاح والهوية الفردية.
اهمية تطوير المناهج والأساليب التعليمية:
تشير الطماوي إلى أن تطوير المناهج التعليمية يحتاج إلى تغيير في الأساليب والمواد المستخدمة، بما يتضمن استخدام القصص الواقعية التي تعكس التجارب الناجحة وتساهم في تحفيز الطلاب على التعلم،وتدعو إلى تقديم نماذج واقعية وإيجابية من مصر والعالم في المجالات المختلفة، مثل البرمجة والتكنولوجيا، لتشجيع الطلاب على التعلم من منطلق قصص نجاح.
وبينما تستمر المناقشات حول إمكانية تضمين القصص الواقعية والشخصيات الملهمة في المناهج التعليمية، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تحقيق توازن بين تقديم محتوى تعليمي شيق وملهم وبين الحفاظ على الرسائل الإيجابية والبناءة التي تناسب مختلف الفئات العمرية. ومع تطلع النظام التعليمي إلى التطوير والتحديث، تظل الأفكار والرؤى الجديدة محل اهتمام واسع للنهوض بجودة التعليم في مصر.