أطلق النجم والمؤثر الفلسطيني سانت ليفانت ألبومه الجديد “ديرة”. وجمع هذا الحدث، الذى أقيم برعاية ماونتن فيو، بين فناني غزة المهجّرين ونظرائهم المصريين، كدليل على صمود وروح التعبير الفني رغم كل الصعاب في التزام منها بقوة إسهام الفن في تعزيز الروابط المثمرة بين فناني غزة ومجتمع المبدعين القاهري، ودمجهم أكثر في نسيج المدينة.
أقيم الحدث تكريمًا لفندق ديرة في غزة الذي دمّر في أكتوبر 2023، على شرفة سيتادل سنترال، المطلة على قلعة صلاح الدين من وحي مصر القديمة حيث تُطل على جوهر القاهرة بأكملها في موقع مفعم بالحياة، متجذرًا بذلك في التراث وفي جمع شمل الأفراد وتدعيم تواصلهم بعضهم ببعض. وانغمس الضيوف في التراث الفلسطيني الغني حيث تعرفوا على التطريز التقليدي مع “نيبال”، الأم والفنانة الفلسطينية المهجّرة، وقاموا بقراءة نصوص عن تاريخ فلسطين والعالم العربي بصفة عامة، وأتيحت لهم الفرصة لدعم عدة مبادرات مختلفة هدفها مساعدة العائلات الفلسطينية المقيمة بالقاهرة عبر “متجر الهدايا التذكارية” الذي يعرض منتجات من “نادي طاب” و”شبكة فلسطين”. وخلال زيارتهم للقاعة، تأملوا صورًا من أرشيف “الأونروا” التاريخي الذى يشهد بـ 75 عامًا من صمود الفلسطينيين في وجه التهجير.
وفي نسيم المساء المنعش، تم تقديم عشاء فلسطيني تقليدي، أعدَ بحب وأصالة من خلال “حنين”، الطاهية المنزلية من غزة، ثم أشعل بعض الفنانين الصاعدين في غزة المسرح، بدعم من “طريق الحرية”، وهي منظمة تعمل مع اللاجئين حول العالم. تتابعت معها العروض الموسيقية لـ”زهود”، “رؤوف بلبيسي”، و”شمالي” وأخيرًا، جاء العرض الأكثر انتظارًا في المساء: سانت ليفانت نفسه، بظهور خاص من MC عبدول لأغنيتهم الشهيرة “ديرة”. ومع حلول الليل، امتلأت الشرفة بنغمات DJ نيدز، محبوبة القاهرة، مما خلق جوًا نابضًا بالحياة عبر الساحة.
وقالت حياة الجويلي مؤسسة “كلام افلام” أن “على الرغم من التحديات العديدة التي واجهوها، فإن المبدعين الغزاويين الناشئين الذين سلطنا الضوء عليهم الليلة يمثلون رمزًا مذهلًا للصمود. ولطالما كانت مصر قاعدة للعديد من الفنانين العرب، وفي سياق ما يحدث حاليًا في غزة، فإنه من الضروري أن نقوم بدورنا في دعمهم فكل باب نفتحه لعرض مواهبهم هو خطوة نحو الحفاظ على تراثهم الثقافي وإعلاء صوتهم، ولهذا السبب يعتبر دعم شركاء مثل ماونتن فيو في تحقيق حدث مثل هذا أمرًا أساسيًا وشهادة على تفانيهم في رفع مستوى المشهد الفني الإقليمي”.
وصُمم ونُظم الحدث من قبل مجموعة من المبادرات الشبابية والمجتمعية التي تشترك في هدف واحد: إنشاء روابط ذات مغزى وتسليط الضوء على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ببرنامج أعدته “كلام أفلام” للأمسية، كما نسقت “سوبرنوفا أطلس” مع المنظمات المحلية والدولية التي تعمل مع المهجّرين من غزة، وأعادت “كوليسك” إحياء فندق “ديرة” من خلال دار التصميم والإنتاج، بالتعاون مع شركة الحدث والإنتاج “ريد أمبر”، المتخصصة في الربط بين اللاجئين والصناعات الإبداعية الوطنية.
وبهذا، وصف الحضور الأمسية بأنها أكثر من مجرد احتفال فقد كانت جسرًا وقناةً للتبادل الثقافي أبرزت تلاحم التراث الفلسطيني بأجنحته في الفن والموسيقى والمجتمع مع الإبداع المصرى، مما رسخ روابط ستظل تتردّد لمدة طويلة حتى بعد تتبخر “النوتة الأخيرة”. في قلب القاهرة، تم تشكيل مجتمع مبدع متجدد، مرتبط بإيمان راسخ بأهمية الفن والثقافة في بناء مستقبل يرتكز على مفهوم العدالة