في إطار مشاركته في اجتماعات مجموعة العشرين بالبرازيل، ألقى وزير المالية أحمد كجوك كلمة خلال جلسة «آفاق الاقتصاد العالمي». وأكد الوزير أن الاقتصاد العالمي يشهد بعض المؤشرات الإيجابية التي تشير إلى توجه نحو بيئة أكثر استقرارًا، إلا أن مستويات التعافي لا تزال متباينة. وأوضح أن التحديات الاقتصادية العالمية لا تزال تضغط بشدة على الاقتصادات الناشئة والدول النامية بسبب ارتفاع تكلفة التمويل وتراجع تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة لهذه الدول.
وأوضح الوزير أن قضايا «الديون العالمية» تعوق تحقيق النمو العادل وتتطلب حلولاً دولية شاملة لدعم الاقتصادات الناشئة، مما يعزز قدراتها على التعامل الإيجابي والمرن مع الصدمات العالمية، وأضاف أن «السياسات التجارية الحمائية» التي تتبعها بعض الاقتصادات المتقدمة تخلق عقبات إضافية أمام حركة صادرات البلدان النامية.
وطالب الوزير مؤسسات التمويل الدولية بتبني سياسات متوازنة وأكثر تحفيزًا للاقتصادات الناشئة، مما يساعدها على الوفاء بالاحتياجات التمويلية اللازمة لتحقيق التنمية وتحسين مستوى المعيشة. كما أكد على أهمية توفير المزيد من التمويلات الميسرة على المدى المتوسط بدلاً من «التمويلات التجارية»، مراعيًا تداعيات الأزمات العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة المشاكل المتعلقة بحركة التجارة عبر قناة السويس.
وأكد الوزير أن مصر تسير على الطريق الصحيح لضبط أوضاع المالية العامة، مشيرًا إلى تحقيق فائض أولي بنسبة 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2023/2024 بفضل تدفقات استثنائية من الاستثمار الأجنبي المباشر. وأضاف أن الحكومة الجديدة تضع على رأس أولوياتها تعزيز نمو القطاع الخاص من خلال زيادة تنافسية وإنتاجية الاقتصاد المصري وتوفير فرص اقتصادية في مناخ جاذب للاستثمار.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تركز على تعبئة الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية في القطاعات الواعدة مثل الأنشطة التصديرية، وقطاعات الطاقة المستدامة، وتحلية المياه، والهيدروجين ،وأوضح أن الحكومة مستمرة في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لتعزيز قدرات الاقتصاد المصري، وتوفير مساحات مالية مستدامة للإنفاق على الصحة والتعليم وبرامج الحماية الاجتماعية.
أكد الوزير أن الحكومة تواصل تنفيذ البرنامج الطموح للتأمين الصحي الشامل، والذي يهدف إلى تحقيق الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة لكل أفراد الأسرة المصرية، مما يعزز من توفير الخدمات الصحية لجميع المواطنين.