في 19 يوليو 1799، عثر الجندي الفرنسي بيير فرانسواه بوشار، أثناء تجهيز قلعة قايتباي في مدينة رشيد، على حجرٍ أثري أسود منقوش عليه كتابات قديمة،وكان هذا الحجر هو “حجر رشيد” الذي أصبح فيما بعد مفتاح فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة.
بيير فرانسواه بوشار، الجندي الفرنسي الذي اكتشف حجر رشيد، وُلد في عام 1771 ودرس الرياضيات قبل انضمامه للجيش في سن 22 عامًا،وانضم بوشار إلى الحملة الفرنسية على مصر تحت قيادة نابليون بونابرت، والتي ضمت نحو 167 عالماً وفناناً لدراسة الآثار المصرية وتقديم مصر إلى العالم بطريقة علمية.
وأثناء تجهيز التحصينات الدفاعية على ضفة النيل الغربية، أمر بوشار عماله بإزالة أنقاض قلعة قايتباي، خلال هذه العملية، اكتشفوا حجرًا من الغرانوديورايت بارتفاع متر وعرض 73 سنتيمترًا وسمك 27 سنتيمترًا. نُقل الحجر إلى المجمع العلمي المصري في القاهرة، حيث حاول العلماء فك الرموز المحفورة عليه.
وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر في أغسطس 1801، أخذ الإنجليز حجر رشيد إلى المتحف البريطاني،و اضطر الباحثون الفرنسيون إلى الاعتماد على نسخ من الحجر لفك رموزه ،ومن خلال هذه النسخ، استطاع العالم الفرنسي شامبليون في عام 1822 فك رموز الكتابة الهيروغليفية. النص المدون على الحجر كان مرسومًا ملكيًا من عام 196 قبل الميلاد، مكتوبًا بثلاثة نصوص: الهيروغليفية، الديموطيقية، واليونانية.
واستطاع شامبليون من خلال مقارنة النصوص اليونانية بالنصوص الديموطيقية والهيروغليفية، واستخدام معرفته باللغة القبطية، فك رموز الكتابة المصرية القديمة، هذا الاكتشاف أتاح قراءة النصوص المصرية القديمة وكشف العديد من أسرار الحضارة المصرية، مما جعله المؤسس الحقيقي لعلم المصريات.