أعلنت ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية عن إطلاق النسخة الثالثة من برنامج «التعليم التنفيذي» بمدينة الجونة بالبحر الأحمر، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وكلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو، وذلك بمشاركة 50 من القيادات التنفيذية في القطاعين العام والخاص.
شهد حفل افتتاح البرنامج، حضور عدد من الشخصيات البارزة من المهندسة نورا سليم، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية؛ والدكتور رانديل كروزنر، أستاذ الاقتصاد في كلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو؛ كما تشرف الحدث بحضور أنيش شوبرا، رئيس شركة “كير جيرني” Care Journey وأول رئيس للمكتب التكنولوجي في الولايات المتحدة (2009-2012)، كمتحدث رئيسي.
البرنامج يتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وكلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو، وذلك بمشاركة 50 من القيادات التنفيذية في القطاعين العام والخاص
وأكدت د. هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أهمية البرنامج، لافتة إلى اهتمام الوزارة بمواصلة شراكتها مع مؤسسة ساويرس وجامعة شيكاغو، لتعزيز ثقافة القيادة والنمو المستدام، موضحة أن البرنامج يوفر للقيادات المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة تعقيدات المشهد الاقتصادي الحالي، مما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي للدولة، فهو يهدف إلى تطوير مهارات القادة نحو الابتكار والفعالية، حيث يستهدف البرنامج كبار المسؤولين في القطاعين الخاص والعام المصري لتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحسين القيادة وتطوير فرقهم ومؤسساتهم للتكيف مع التغيرات السريعة والتحديات الجيوسياسية.
وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن البرنامج يجمع بين الأطر المستندة إلى البيانات، والتطبيقات الواقعية التي تسرع من تطوير أدوات مبتكرة وقرارات مستندة إلى الأدلة تساعد في مواجهة تحديات التنمية. وأوضحت أن البرنامج يقدم فرصة للمتدربين لمشاركة المعرفة وتبادل الممارسات الجيدة بين القطاعات، مما يمنحهم فرصة للتواصل وتوسيع آفاقهم والتفاعل مع نظرائهم والعمل بشكل أكثر مرونة.
وأكدت د. هالة السعيد أهمية التعاون مع المؤسسات التعليمية الدولية المرموقة، لتقديم برامج تدريبية متميزة، لافتة إلى تدريب نحو 3600 موظف حكومي حتى الآن في الخارج في جامعة كينجز كوليدج بلندن، وجامعة الأمم المتحدة في البرتغال، ومدرسة هيرتي للإدارة في ألمانيا، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دبي، وجامعة ولاية ميزوري، وجامعة ثندربيرد بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتعليقاً على أهمية التعليم، صرّح السيد ناصف ساويرس، عضو مجلس أمناء مؤسسة ساويرس وجامعة شيكاغو، ورئيس مجلس الإدارة الشرفي لشركة أوراسكوم للإنشاءات المحدودة (OCL)، والمدير التنفيذي لشركة أوراسكوم الهولندية للإنشاءات والصناعة: “يظل التعليم ركيزة أساسية ضمن أهداف مؤسسة ساويرس. فالاستثمار في التعليم يفتح أبواب الفرص للجيل القادم من القادة، لذا نحن حريصون على دعم التميز الأكاديمي. واستضافة هذا البرنامج في الجونةـ، للمرة الثالثة، يعبّر عن التزامنا بتمكين القادة الذين نؤمن بأنهم الأساس لتقدم مصر الاقتصادي والاجتماعي.”
يأتي هذا البرنامج في إطار اهتمام السيد ناصف ساويرس بدعم التعليم العالي، فبالإضافة إلى برنامج «التعليم التنفيذي» بالجونة، أسهمت مؤسسة ساويرس، تحت رعاية السيد ناصف، في دعم برنامج التبادل الطلابي بين مصر وجامعة شيكاغو، مما أتاح لـ 133 من الطلاب المصريين المتميزين فرصة دراسة الاقتصاد أو العلوم السياسية أو إدارة الأعمال في الخارج لمدة عام. كما أسهمت منحة أنسي ساويرس، في دعم 96 من الطلاب المتميزين للدراسة في جامعات ستانفورد، شيكاغو، بنسلفانيا، هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. بالإضافة إلى منح 10 طلاب من جامعة عين شمس فرصة الدراسة لمدة عام في جامعة بنسلفانيا.
معربًا عن امتنانه العميق للشراكة المستمرة مع جامعة شيكاغو، التي تعد منارة للتميز الأكاديمي والابتكار، بتاريخها العريق الذي يشمل 99 حائزا على جائزة نوبل ممن تخرجوا من أروقتها، أضاف السيد ناصف: “تعد شراكتنا مع هذه الجامعة المرموقة شاهداً على الالتزام المشترك والتميز في مجالي الاقتصاد وإدارة الأعمال. وبصفتي أحد خريجي هذه المؤسسة التعليمية العريقة، فإنني أشعر بالفخر الشديد بهذه الشراكة المستمرة والفرص القيمة التي توفرها للقادة الطموحين.”
كما شدد على الدور المحوري للتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في تحقيق التغيير الجذري، قائلاً: “إن التكامل بين وزارة التخطيط ومؤسسة ساويرس يعد أمرا أساسيا في تزويد القادة بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات العالميةـ، ويؤكد على التزامنا المشترك بتطوير الأجندة الاقتصادية طبقا لرؤية مصر 2023.”
وأكدت المهندسة نورا سليم، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، على الأثر العميق لهذا التعاون في تحقيق التغيير الإيجابي، قائلة: “تعكس الشراكة مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وجامعة شيكاغو بوث التزامنا الجماعي بتزويد المديرين التنفيذيين والقادة بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية ودفع النمو المستدام.”
وأضافت أن: “مؤسسة ساويرس للتنمية ثابتة في التزامها بدعم التعليم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتسعى إلى الإسهام في تحقيق مستقبل مزدهر لمصر. وتعد النسخة الثالثة من برنامج التعليم التنفيذي لكلية بوث تجسيدا لهذا الالتزام الثابت، حيث توفر للمشاركين حافزًا للابتكار وفرصة فريدة لاكتساب رؤى لا تقدر بثمن وبناء علاقات مستدامة ذات أثر إيجابي.”
وصرح الدكتور كروزنر: “هذا البرنامج هو واحد من أكثر البرامج المبتكرة والمتميزة التي شاركت فيها على الإطلاق في وكلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو. ففكرة جمع كبار القادة من الحكومة والقطاع الخاص تشكل نموذجًا مثاليًا للتعاون بين القطاعين لتعزيز النمو والازدهار”. وأضاف: “لقد انبهرت بمدى التفاني الذي أبداه المشاركون في سبيل تعزيز النمو والازدهار في مصر، وبالأفكار والاقتراحات الإبداعية والعملية ذات الأثر الكبير التي قدموها كحجر أساس وجزء من مشروع التخرج في البرنامج.”
عبر السيد عمر الحمامصي، الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية، عن سعادته بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر والمؤسسات المرموقة مثل مؤسسة ساويرس وكلية بوث بجامعة شيكاغو، في استضافة النسخة الثالثة من برنامج التعليم التنفيذي في الجونة. وأوضح قائلاً: “بصفتنا مطورا عالميا للمدن المتكاملة، فإننا ندعم المبادرات التي تجلب قيمة كبيرة لاقتصاداتنا المحلية ومجتمعاتنا. نتطلع إلى دورة جديدة ناجحة للبرنامج تقدم تجربة تنمية معرفية استثنائية لجميع المشاركين.”
يشار إلى أن برنامج التعليم التنفيذي بجامعة شيكاغو بوث، يستهدف القيادات التنفيذية وصناع القرار المصريين، ويزوّد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة للتفوق في مجالاتهم، مما يساهم في نمو الاقتصاد المحلي من خلال التحول الرقمي وإدارة الأزمات الاستراتيجية. ويواصل البرنامج هذا العام تقديم منح للقيادات التنفيذية البارزة من القطاعين العام والخاص للالتحاق بالبرنامج. ويركز منهج البرنامج على موضوعات حيوية مثل الاقتصاد، والإدارة، وعلوم البيانات، والرياضيات التطبيقية، واتخاذ القرار.
و تعد كلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاجو هي ثاني أقدم كلية أعمال في الولايات المتحدة، والأولى لتعليم المديرين التنفيذيين. وتعد وجهة ثقافية تجتذب العلماء والطلبة من جميع أنحاء العالم في الحرم الجامعي بشيكاجو مراكزها في لندن وهونج كونج. وتصنف كلية بوث دائماً من بين أفضل كليات الأعمال الكبرى في العالم، وخريجيها من أشهر قادة الأعمال في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم. وقد حصل تسعة من أعضاء هيئة التدريس بها على جوائز نوبل، ثلاثة منهم لازالوا يدرسون في بوث.
و أُشهرت مؤسسة ساويرس في عام 2001 بهبة من عائلة ساويرس كواحدة من أوائل الجهات الوطنية المانحة التي تتصدى للعديد من القضايا الهامة التي تواجه المجتمع المصري، وتعمل على خلق الفرص وتحفيز التغيير وتحقيق التنمية المستدامة القائمة على المعرفة وتبادل أفضل الخبرات والممارسات التنموية. على مدار أكثر من 20 عامًا، نجحت المؤسسة في ترسيخ نهج العمل التنموي المستدام عوضا عن نهج الأعمال الخيرية، من خلال تبني المبادرات والأفكار الريادية وتحويلها إلى مشاريع تُؤمّن حياة كريمة لجميع فئات المجتمع المصري، وخصوصا الفئات الأكثر احتياجا، في مجالات التعليم والمنح الدراسية والفن والثقافة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي. خلال رحلتها في مسيرة التنمية المستدامة، استطاعت المؤسسة أن تؤثر في حياة ما يقرُب من مليون مواطن مصري في 24 محافظة، مع التركيز بقوة على القرى النائية، بإجمالي استثمارات تفوق الــ 2.5 مليار جنيه مصري.