اشادات كبيرة حققها مسلسل “بقينا اتنين” للنجوم شريف منير، ورانيا يوسف، خاصة لما قدمه العمل من فكرة اجتماعية جديدة تلقي الضوء على الأزمات والمشاكل التي يعاني منها الأزواج بعد مدة طويلة من الزواج.
وقدم الفنان القدير نبيل على ماهر شخصية الطبيب النفسي” خلال الأحداث، والذي قام بالتعامل مع الزوجين بشكل طبي مهني، وهو ما كشفته الدكتورة نهى راضي الطبيبة النفسية، والتي استعانت بها الشركة المنتجة لصياغة مشاهد جلسات الطبيب النفسي مع أبطال العمل، ووضع صورة واقعية للمشكلات وأسبابها ونتائجها وانعكاسها على الأسرة، من هلال وجهة نظر طبية واقعية.
تحدثت د. نهى راضي في تصريحات صحفية قائلة: “بداية لم اقرأ السيناريو كاملا، ولكن قرأت فقط مشاهد الطبيب النفسي والسيشانات (الجلسات) التي كانت تجمعه مع أبطال العمل”، وعلقت على طريقة الدكتور النفسي وطريقة كلامه وأدائه والمصطلحات العلمية والنفسية في المشاهد حتى تخرج في إطار حقيقي واقعي.
وقالت د. نهى: “بالنسبة لاختيار الفنان نبيل علي ماهر لأداء شخصية الطبيب النفسي، فهو اختيار موفق جدا ومناسب بشكل كبير، حتى ملابسه وأدائه مميزين جدا، ويشعر المشاهد بالراحة ويعتقد لوهله أنه ليس ممثل ولكنه طبيب حقيقي ترتاح في الحديث معه، وحقيقة أدى الدور بشكل رائع يتناسب مع طبيب نفسي (صوته مش عالي – عاقل جدا – يتعامل بمصداقية شدة – يستمع بشكل واقعي جدا) وحقيقة اختياره كان مميز”.
وأردفت قائلة: “الأزمات والمشكلات التي يطرحها “بقينا اتنين” واقعيه جدا وتشرح الكثير من التفاصيل في العلاقة والتواصل بين الأسرة بكافة أفرادها، سواء الأم والأب وعلاقتهم القليلة جدا، والتي أصبحت بمرور الزمن غير موجودة، واختلاف الاهتمامات، وعدم وجود أهداف مشتركة للعائلة والمنزل المقيمين به معا، حتى الاختلاف في الرسائل التي تصل للأبناء من الأب والأم، مشكلة يطرحها”.
وقالت أن هناك مشكلة أخرى ظهرت في شخصية شريف منير الذي يجسد دور “أدهم”، وهي رؤيته أنه دائما صاحب القرار السليم دون مراجعته لنفسه ومعرفة أخطائه، وأضافت أن هذا يجعل الزوج لا يستمع لأبنائه أو زوجته، وعندما فاق من الصدمة واكتشف أن جميعهم يخدعوه شعر بجرح كبير، ولكنه لم يواجه بنفسه بأن جزء من هذا الجرح كان بسببه هو شخصيا، خاصة أنه وضع أحلامه وطموحاته التي لم يحققها في ابنه دون معرفة ما الذي يريده الولد نفسه.
وأكملت دكتور نهى ماضي، أنه ليس كل زوج وزوجه بعد مدة طويلة من الزواج يحتاجوا لطبيب نفسي، مضيفة أن هناك فترات صعبة قد يمر بها الأزواج ويحتاجون وقتها لبعض المساعدة والتفكير مع آخرين ومعرفة أراء غيرهم حتى لو مقربين منهم، ليتمكنوا من إصلاح أخطائهم إذا وجدت.
أردفت الطبيبة النفسية، أن المسلسل تمكن من كشف حقائق ملموسة ووقائع معينة، منها على سبيل المثال ترك الأزمات الصغيرة دون حل وتراكمها مع الوقت، مما يتسبب في أزمات أكبر ويتسبب في تفكك الأسرة، ويصبح الأب في عالم والأم في عالم آخر، وكل هذا يؤثر على الأبناء، وحقيقة المسلسل جسد هذه الأزمات بحرفية شديدة ويعتبر وثيقة للعلاقات الزوجية والأسرية.
وعلقت دكتور نهى راضي، أن من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمع، أن يكون لكل فرد في الأسرة عالمه الخاص دون اظهار الحقائق لشريكه، مشيرة أنه ليس من الطبيعي وضع تصورات شخصية بعيدة عن الواقع من أجل حب الذات وانكار الأخطاء، مشيرة أن هذا يساهم في تفكيك الأسرة، وأكدت أن الأفضل أن يظهر كل فرد مناطق ضعفه ولحظات ارتباكه لشريك حياته دون خوف أو تردد، لأن هذا يخلق أسرة مزيفة وغير واقعيه.
وقالت أن هذه التفاصيل ظهرت جدا في أحداث المسلسل، مؤكدة أنه يجب أن يتحدث الزوجين معا بأمان في كل شئ ودون خوف أو مواربه أو ادعاءات.
الجدير بالذكر أن مسلسل “بقينا اتنين” مكون من 15 حلقة ويعرض على شاشة cbc و cbc دراما ومنصة watch it، والمسلسل من إنتاج كريم أبو ذكري بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية، ويقوم ببطولته النجوم شريف منير ورانيا يوسف، إدوارد، مروه عبد المنعم، ميمي جمال، عزت زين، يوسف عثمان، وهو آخر ظهور للفنان الراحل طارق عبدالعزيز، ومن تأليف أماني التونسي، وإخراج طارق رفعت.