أكد الدكتور هشام الجمل رئيس جمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان، على أن مشروع محطة الطاقة الشمسية في منطقة بنبان بمدينة أسوان، يعتبر من أكبر ٣ مشروعات على مستوى العالم من حيث الإنتاجية، والأول على مستوى العالم في الأداء، موضحا أنه يعد أحد المشروعات القومية الهامة في مصر، والتي تم البدء في تتفيذها عام ٢٠١٦، بقرار من السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، الخاص بتحفيز إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية.
وقال الجمل في مداخلة هاتفية لبرنامج “الي بنى مصر” مع الكاتبة الصحفية مروة الحداد على “راديو مصر”، أن هناك نقلة نوعية كبيرة في مصر في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، بدأت مع تنفيذ محطة الطاقة الشمسية ببنبان بأسوان، مؤكدا على أن هذه المشروعات تساهم بشكل كبير في تحقيق الإكتفاء الذاتي من الكهرباء، وتصدير الطاقة المتجددة لعدد من الدول الأخرى.
وأضاف الجمل أن القدرة الإنتاجية لمحطة الطاقة الشمسية ببنبان، بلغت ١٤٦٥ ميجا وات، يتم ربطها حاليا على شبكة الكهرباء، مشيرا إلى أنه من المستهدف الوصول إلى طاقة إنتاجية تزيد عن ١٧٠٠ ميجا وات، والتي تمثل أكثر من ٨٠% من إنتاج الكهرباء من السد العالي بفارق إنها طاقة نظيفة.
وأشار إلى أن حجم إستثمارات محطة الطاقة الشمسية ببنبان، تزيد عن ٢ مليار دولار، موضحا أن المحطة تم تنفيذها على مساحة بلغت ٨٨٤٣ فدان، أي ٣٧ كيلو متر مربع، منشأ عليها ٣٢ محطة طاقة شمسية لإنتاج الطاقة النظيفة، وتوفر إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنتج من محطات الوقود الأحفوري التقليدية.
وأوضح الجمل أن هذا المشروع تقوم بتمويله بنوك دولية بالمشاركة مع المستثمرين، مثل البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مؤكدا على أن مشروع الطاقة الشمسية في بنبان كان المشروع الأول للبنك الدولي على مستوى العالم في عام ٢٠١٩، مما شكل حافزا كبيرا للمستثمرين الأجانب، ويمكن إعتباره بوابة الدخول لعالم الإستثمار في مجال الطاقة المتجددة.
وأعلن أن وزارة الكهرباء تقوم حاليا بتنفيذ عدة مشروعات للطاقة المتجددة الأخرى مثل طاقة الرياح، وذلك في “خليج السويس – زعفرانة “،مؤكدا على أن التوجه الحالي لمعظم المستثمرين العمل في مثل هذه المشروعات، مشيرا إلى أن هناك مشروعات طاقة شمسية أخرى مستهدف تنفيذها في منطقة فارس بكوم أمبو بأسوان أيضا، موضحا أن هذه المشروعات توفر فرص عمل كثيرة، كما تساعد في تدريب الكثير من الشباب والمهندسين، مشيرا إلى أهميتها الكبيرة للدولة، والتي تنبع من قيامها بتوفير جزء كبير من الغاز الذي يتم تصديره إلى أوروبا.
وقال الجمل أنه كان من المستهدف إنتاج ٢٠% من انتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في عام ٢٠٢٢، وهو ماتم تحقيقه بالفعل، مشيرا إلى أنه من المستهدف أيضا أن تصل هذه النسبة إلى ٤٢% بحلول عام ٢٠٣٥، متوقعا تجاوز هذه النسبة المستهدفة قبل الوقت المحدد، وذلك بعد تنفيذ المشروعات توليد الطاقة الجديدة خلال الفترة القادمة.
ولفت الجمل إلى أن هناك فرصا كثيرة للإستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة بعد الإعلان عن مشروعات كبيرة مستهدف تنفيذها في مجال الطاقة الشمسية والرياح، مشيرا إلى أنه قد تم توقيع أكثر من إتفاقية خلال مؤتمر المناخ “cop 27” الذي انعقد سابقا في مدينة شرم الشيخ، لتنفيذ هذه المشروعات على أرض مصر.
وأكد على أن وضع مصر الإستراتيجي، يؤهلها لتكون محورا مركزيا لتصدير الطاقات النظيفة للعالم سواء في آسيا وأوروبا وأفريقيا، مشيرا إلى وجود خط كهرباء حاليا يربط مصر ودولة السودان، بالإضافة إلى ليبيا والأردن، بالإضافة إلى خط ربط آخر سيتم انشاءه لتصدير الكهرباء الى السعودية.
وصرح أن وزارة الكهرباء تدرس حاليا تنفيذ خط ربط لتصدير الكهرباء إلى أوروبا من خلال دول قبرص واليونان وإيطاليا، موضحا أن خطوط الربط بين الدول تشجع على دخول مزيد من الطاقات المتجددة على الشبكة المصرية، وزيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن المشروعات التي سيتم تنفيذها خلال الأربع سنوات القادمة، تجعل مصر تصل الى نسب إنتاج عالية، مما له أثر كبير على وضع مصر على الخريطة العالمية لصناعة الطاقة المتجددة.