في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وعدم مقدرة معظم الناس على العيش كالسابق مع زيادة المتطلبات التي واكبت الثورة المعلوماتية وكذلك حالة الرفاهية التي جربها أصحاب الدخول الكبيرة حتى ألفوها ولم يعد بوسعهم الاستغناء عنها، وأيضا ارتفاع مستوى الطموح لدى قطاع كبير في المجتمع نراه في بذخ الأفراح والمياتم والتحاق الأبناء بالمدارس الأجنبية والجامعات الخاصة وكلفة الدروس الخصوصية التي يئن منها أولياء الأمور ولم يستطيعوا الفكاك منها وكأنها فرضت عليهم حتى لا يظهروا بمظهر العاجز أمام الزوجة والأولاد.. في المقابل نرى الدولة لم تتوانى عن أداء مهمتها وإنجاز مشاريعها التي ترى فيها تأهيلا لجذب الاستثمارات وتحقيقا لمستقبل واعد قد لا يدركه معظم الناس المهمومين بتوفير لقمة العيش مع عدم قدرتهم على الذهاب لمعاينة هذه الإنجازات على أرض الواقع.
فكان حقا على الدولة أن تقوم بمبادرة لن تكلفها الشيئ الكثير، بل على العكس قد تؤتي هذه المبادرة أكلها وتحقق مالم يستطع الإعلام الوطني ولا الخاص تحقيقه.. تتمثل هذه المبادرة في أن تقوم الحكومة بعمل رحلات مجانية لقطاع الشباب وطلاب المدارس والجامعات لزيارة المعالم السياحية التي طورتها الدولة وكذلك زيارة المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وبعض المواني والبحيرات التي تم تجديدها وتحديثها وبعض المصانع التي تم إنشاؤها في الآونة الأخيرة.
من حق أي مواطن مصري أن يتعرف على كل ماهو جديد في وطنه حتى يطمئن على مستقبله ومستقبل أولاده، وحينما لا يتمكن من ذلك لعوز أو فقر تقدم له الدولة هذه الخدمة بالمجان، ويشترك فيها وزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف وغيرها من الوزارات المعنية. وليس مطلوبا من الدولة أن توفر لي شقة في المدن الجديدة ولكن من حقي أن أتعرف على تفاصيلها على الأقل وكأنها نوع من الترويج لبضاعة وجذب للسياحة وتشجيع للانتماء.
دعوا الشاب الفقير يركب القطار الكهربائي ويتنقل على الطرق السريعة ويشاهد بأم عينيه حجم الكباري وبعض الإنجازات.. دعوه يرتاح لرؤية أشجار الفاكهة والخضروات في الصوب الزراعية التي زرعتها الدولة في الأراضي المستصلحة والتعرف على محطات التحلية وصوامع الغلال الحديثة، لا تبخلوا عليه في مشاركتكم الفرحة ليعود إلى أهله شاكرا حامدا بعدما يطمئن قلبه ،وليس من سمع كمن رأي.
قد تبدو الفكرة غريبة، ولكني أراها مفيدة بإذن الله. حفظ الله الوطن.