في كل زمان له رجال، ولكل فترة يتقن فيها بعض أشباه الرجال فن النصب، لتبدأ القصة باختيار الفريسة أو الضحية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ليتعرف على اهتمامات الضحية وتكون مدخله للسيطرة عليها وسلب منها أموالها.
يستخدم النصاب الكلام المعسول المضبوط، ليكون رفيق أو صديق لك، ويشارك في اهتماماتك، ويحكي الكثير من القصص عن نفسه وعائلته وامجادها الوهمية، ويحاول أن يربط نفسه دائما بأحداث قد تبدوا لك حقيقية.
كما أن النصاب عكس ما يعتقده البعض فهو ليس بجاهل ويتمتع بالدهاء بنسبة عالية جدا
فالنصاب يكون محتالا ويملك خبرة واسعة في المجال الذي يعمل به، ويخبرك دائما بحقائق صحيحة تستطيع التحقق منها بسهولة، فهو يعمل على أن تكون معلوماته تتضمن معلومات صحيحة وأرقاما فهو واسع الاطلاع على الأحداث والمعلومات حتى عندما يخلطها بالكذب لا تستطيع التفريق وهـكذا تميل لتصديق النصاب؛ ليس فقط تحت إغراء الربح الكبير، ولا إغراء الزواج.
ويمكن أن أضع ملامح للنصاب أو المحتال كما وصفة البعض من قبل لكي تساعدك على التعرف عليه، وبعضها يمنحه مظهرا مقنعا، وأولهم إتقان عمله بمعلومات صحيحة.
ثانياً الذكاء والثـقة بالنفـس، والمعرفة الواسعة في مجال عمله “رغم عدم امتلاكه شهادة رسمية”، ورغبة قوية في الصعود بسبب نشأته في عائلة فقيرة أو بيئة مهمشة، ويوهمك بأهميته وأهمية عائلته وعلاقاته الواسعة وامتلاكه صداقات نافذة.
ويكون النصاب لبق في حديثه ويتودد إليك بطريقة لافتة وغير شائعة بين الناس، ويسعى إلى كسب ثقتك على مراحل حتى يحصل على مراده، ويختار ضحاياه بعناية ويتوجه لمن يمرون بظروف مواتية.
ويقـدم وعـودا لا يمكن التحقق من صحتها وينقلك دائما لمجالات لا تعرفها، وتتضمن قصصه مواقـف توحي بمثاليته وتدينه وعزوفه عن الحرام، ولكنه يفقد أعصابه حـين تكـتشف كذبه ويصبح كل هـمه تبرئة نفسه “بطريقة: كاد المريب أن يقول خذوني”.
هذا من جانب، ومن جانب آخـر لا ننسى “سلوك الضحية” الذي يتحمل جزءا من نجاح المحـتال، فالمحتال ـ مهما بلغت مهارته ـ يصعب عليه خداع معظم الناس العاديين. ولهذا السبب يختار ضحـية قـابلة للخداع أو تملك ظروفا مواتية “كصغر السن أو قسوة الظرف”. وحين تضاف مهارة النصاب، إلى قابلية الضحية للـخداع، تكتمل عناصر الجريمة. ونتحدث نحن دون تعاطف عن سـذاجة المجني عليه.
الفكرة باختصار، لا تنخدع بالمظهـر والثقة بالنفس، ولا تنخدع بجـمال الفكرة، وسلامة الأرقام، وشهادة من سبقك “بالاستلام”، وتجاهل المظاهر البشرية كافة، وتحقق من صحة التطبيق “أولا”، وقـانونية الفكرة “ثانيا”، وانتفاء مظاهر الاحتيال “ثالثا”، ووجـود كيان رسمي ومشاريع حقيقية.