دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أمر وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، الشرطة بإزالة أي علم فلسطيني يرفرف في إسرائيل، بحجة أن عرضه يظهر “الارتباط بالإرهاب”، حسب زعمه.
وقال بن غفير في بيان الأحد: “لا يمكن للمخالفين للقانون أن يلوحوا بأعلام الإرهاب ويحرضون ويشجعون على الإرهاب”.
وأصدر بن غفير الأمر، بعدما رفع الفلسطيني كريم يونس، العلم الفلسطيني في شمال إسرائيل، الخميس، إثر الإفراج عنه بعد أن أمضى 40 عامًا في السجن لقتله إسرائيليًا.
ويقول خبراء إن حظر بن غفير لرفع العلم الفلسطيني، من غير المرجح أن يصمد أمام التدقيق القانوني، وقال المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان لشبكة CNN الإثنين، إن رفع العلم الفلسطيني “ليس أمرًا غير قانوني”، مقترحًا وجود طريقة لإلغاء الأمر، وهي أن “يذهب شخص ما إلى المحكمة للحصول على تصريح بأنه أمر غير قانوني”.
وقبل اتفاقيات أوسلو، اعتبرت الحكومة الإسرائيلية، العلم الفلسطيني رمزا للإرهاب، لكن اتفاقيات السلام المؤقتة الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، رفعت الحظر على العلم الفلسطيني فعليًا.
وقال فيلدمان إن حجة الوزير بأن رفع العلم الفلسطيني يعادل دعم الإرهاب ليست قوية.
ولدى الشرطة الإسرائيلية بالفعل، سلطة نزع الأعلام في ظروف معينة. ففي العام الماضي، انتزعت الأعلام الفلسطينية من المشاركين في جنازة الصحفية بقناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، كما نُزعت أعلاما إسرائيلية من اليهود في جبل الهيكل/، الحرم القدسي الشريف عند المسلمين.
وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية في بيان لقناة CNN، الإثنين: “إن قرار إزالة العلم يستند إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك طبيعة العلم، والظروف التي تم رفعه في ظلها، والإجراءات التي تتم بالتزامن مع رفع هذا العلم، وتؤخذ هذه العوامل في الاعتبار، في ضوء السلامة العامة واحتمال ارتكاب جرائم جنائية، مثل دعم منظمة إرهابية”.
في حين قالت ديانا بوتو المحامية الفلسطينية المقيمة في حيفا، إن “حظر” العلم ليس هو الهدف، ولفتت إلى أن المحكمة العليا حكمت ضد مثل هذا الحظر في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022، باستثناء الحالات التي يوجد فيها “احتمال كبير أن يؤدي رفع العلم إلى انتهاك خطير للسلامة العامة”.
وقالت لشبكة CNN: “إنهم يفعلون هذا (إصدار حظر رفع العلم) لمنح الشرطة حرية للقيام بكل ما يريدون، إنهم يعلمون أنه ليس من القانوني القيام بهذا النوع من الأمور، لكن الهدف هو اتخاذ تدابير قمعية كافية حتى يلزم الناس الصمت”.
وبالإضافة إلى أمر حظر رفع العلم، قال بن غفير إنه يقصر عدد المشرعين المسموح لهم بزيارة ما يسمى بالسجناء الأمنيين، على عضو كنيست واحد لكل حزب.
وتأتي القرارات التي أصدرها بن غفير، الذي يرأس فصيل القوة اليهودية في الائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أيام من زيارته المثيرة للجدل إلى جبل الهيكل لدى اليهود/ الحرم الشريف لدى المسلمين، التي أثارت انتقادات من المعارضين والحلفاء على حد سواء، في حين عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا، وسط مخاوف من تهديدات للوضع الراهن في الموقع المقدس.
