الدوحة، قطر (CNN) — كانت هناك 21 نسخة من بطولة كأس العالم للرجال منذ افتتاحها في 1930، لكن من المقرر أن تكون “قطر 2022” نسخة لا مثيل لها. ومنذ أن تم الإعلان عنها كبلد مضيف منذ ما يقرب من 12 عامًا، كان مقررًا أن تكون بطولة كأس العالم هذه فريدة من نوعها.

من الظروف الجوية القاسية إلى افتتاح البطولة، تلقي CNN نظرة على الطرق التي ستفتح بها منافسة هذا العام آفاقًا جديدة.

أول مرة يلعب فيها المنتخب القطري

ستكون هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها المنتخب القطري للرجال في نهائيات كأس العالم، بعد أن فشل في التأهل بالطرق المعتادة في الماضي.

تسمح الفيفا، الهيئة الحاكمة لرياضة كرة القدم، للدولة المضيفة بالمشاركة في كأس العالم دون الحاجة إلى خوض جولات التصفيات.

قطر جديدة نسبيًا على هذه الرياضة، حيث لعبت أول مباراة رسمية لها في عام 1970، لكن البلاد وقعت في حب اللعبة الجميلة وتحسن المنتخب الوطني بشكل منتظم.

أول كأس عالم في فصل الشتاء

يُقام كأس العالم دائمًا في مايو أو يونيو أو يوليو، لكن قطر 2022 ستبتعد عن هذا التقليد بدافع الضرورة. يمكن أن تصل درجات الحرارة في قطر إلى أكثر من 40 درجة مئوية خلال تلك الأشهر، لذلك، مع وضع هذا في الاعتبار، تم نقل البطولة إلى فترة أكثر برودة.

ومع ذلك، يعتبر فصل الشتاء في قطر مصطلحًا نسبيًا حيث لا يزال من المحتمل أن تكون درجات الحرارة حوالي 30 درجة، لكن المنظمين يأملون في مكافحة الحرارة بطرق متعددة، مثل أنظمة التبريد عالية التقنية في الملاعب.

تسبب التغيير في تواريخ الدورات في حدوث فوضى في بعض أكبر البطولات المحلية في العالم. فاضطرت جميع البطولات الأوروبية الكبرى إلى العمل في فصل الشتاء وفقًا لجداولها، مما يعني أن قوائم المباريات مزدحمة قبل وبعد البطولة.

أول دولة إسلامية تستضيف كأس العالم

كان أحد مبررات الفيفا لمنح قطر حقوق الاستضافة القدرة على نقل البطولة إلى جزء جديد من العالم. لم يتم عقد أي من مباريات كأس العالم الـ 21 السابقة في دولة إسلامية، وستكون بطولة هذا الشهر فرصة للمنطقة للاحتفال بحبها المتزايد للعبة.

ومع ذلك، فإنه بلا شك يثير بعض المشاكل التي كان على المنظمين معالجتها. بالنسبة للعديد من المعجبين، كان شرب الكحول جزءًا كبيرًا من التجربة في هذه البطولات وسيظل.

على الرغم من ذلك، في قطر، من غير القانوني أن تُرى في حالة سكر في الأماكن العامة، مما أجبر المنظمين على ابتكار طرق مبتكرة للتغلب على هذه المشكلة.

نتيجة لذلك، يتم تقديم المشروبات الكحولية فقط في حدائق المشجعين المخصصة حول الدوحة وستكون هناك مناطق منفصلة للجماهير للإفاقة من حالة السكر قبل المباريات وبعدها.

أول أصغر دولة مضيفة

كانت إحدى علامات الاستفهام حول البطولة هي كيف ستكون الدولة قادرة على التعامل مع التدفق المتوقع لمليون زائر، بالنظر إلى أنها أصغر دولة تستضيف كأس العالم، ويبلغ عدد سكانها أقل بقليل من ثلاثة ملايين.

نتيجة لذلك، تقع جميع الملاعب الثمانية داخل وحول الدوحة، العاصمة، وتقع جميعها على بعد ساعة بالسيارة من بعضها البعض.

يقول المنظمون إن البنية التحتية للتنقل – بما في ذلك تأجير الحافلات والمترو والسيارات – ستكون قادرة على التعامل مع الضغط المتزايد.

تتمثل إحدى فوائد المسافات الصغيرة بين الملاعب في أن المشجعين سيتمكنون من مشاهدة ما يصل إلى مباراتين في يوم واحد. فيجب أن تكون حركة المرور لطيفة.

نظرًا لحجمها، كان على قطر أيضًا أن تكون ذكية في أماكن الإقامة الخاصة بها. ترسو سفينتان للرحلات البحرية،MSC Poesia وMSC World Europa، في الدوحة لتقديم بعض الدعم للفنادق. وستقدم كلتا السفينتان تجربة السفن السياحية المعتادة، لكن لن يبحر المشجعون أكثر من رحلة الحافلة المكوكية التي تستغرق 10 دقائق إلى قلب الدوحة. أما بالنسبة للمشجعين المعرضين لدوار البحر، قام المنظمون أيضًا ببناء ثلاث “قرى للمشجعين” والتي ستوفر مكانًا للإقامة في ضواحي المدينة.

وتشمل هذه مجموعة متنوعة من أماكن الإقامة – بما في ذلك الكرفانات والكبائن المتنقلة وحتى تجارب التخييم – وتقع جميعها على مسافة معقولة من الأماكن. أيضًا، بالنسبة لأولئك القادرين على دفع المزيد، ستكون هناك يخوت فاخرة ترسو في ميناء الدوحة، والتي يمكن أن توفر مكانًا للنوم، لكن لنكن واقعين، بسعر باهظ.

أول دولة مضيفة “مُحايدة كربونيًا”

تعهد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بجعل قطر 2022 أول بطولة كأس عالم خالية من الكربون، حيث يواصل الاتحاد الدولي لكرة القدم تعهده بجعل هذه الرياضة أكثر صداقة للبيئة.

وقد تعهدت، إلى جانب قطر، بتعويض انبعاثات الكربون من خلال الاستثمار في المشاريع الخضراء وشراء أرصدة الكربون – وهي ممارسة شائعة تستخدمها الشركات “لإلغاء” تأثير البصمة الكربونية.

قالت قطر، أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم للفرد، إنها ستحافظ على الانبعاثات منخفضة وتزيل كمية الكربون من الغلاف الجوي التي تنتجها البطولة من خلال الاستثمار في المشاريع التي ستلتقط غازات الاحتباس الحراري.

على سبيل المثال، سيتم زرع بذور أكبر مزرعة عشب في العالم من خلال زراعة 679000 شجيرة و16000 شجرة.

سيتم وضع النباتات في الملاعب وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد ومن المفترض أن تمتص آلاف الأطنان من الكربون من الغلاف الجوي كل عام.

ومع ذلك، اتهم النقاد منظمي الحدث بـ”غسل البيئة”- وهو مصطلح يستخدم لاستدعاء أولئك الذين يحاولون تغطية الأضرار التي لحقت بالبيئة والمناخ بمبادرات خضراء إما خاطئة، أو مضللة أو مبالغ فيها. تقول منظمة مراقبة سوق الكربون (CMW)، وهي مجموعة غير ربحية متخصصة في تقدير الكربون، إن حسابات قطر أقل من قيمتها الحقيقية.

أول فريق تحكيم نسائي

كما ستشهد نسخة كأس العالم في قطر 2022 حكامًا من الإناث يديرون مباراة في كأس العالم للرجال للمرة الأولى. تم اختيار ياماشيتا يوشيمي وساليما موكانسانجا وستيفاني فرابارت من بين 36 حكم تم اختيارهم للبطولة.وسينضم إليهم كل من نيوزا باك وكارين دياز مادينا والأمريكية كاثرين نيسبيت، اللاتي ستسافرن إلى الدولة الخليجية كمساعدين.

يمكن القول إن فرابارت هي أشهر الأسماء في القائمة بعد أن كتبت اسمها في كتب التاريخ في عام 2020 لتصبح أول امرأة تتولى تحكيم مباراة في دوري أبطال أوروبا للرجال.