التعليم هو سبب نجاح التجربة الماليزية حيث أن ربع الميزانية كان مخصصًا للتعليم». وتم تقوية العَلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص ، وبث قنوات تليفزيونية وإذاعية حكومية ، وتخصيص 37% من برامجها لتعليم القراءة والكتابة ، ومحو الأمية الوظيفية والمعلوماتية
رسالة التعليم الفني هي إعداد الفني المتطور المناسب والمطلوب لسوق العمل الداخلي والخارجي في المجالات التجارية والزراعية والصناعية والفندقية .
وتبرز ماليزيا كأحد دول جنوب شرق آسيا التي تتجه إلى تطوير سياساتها التعليمية من خلال تنمية مواردها البشرية من اجل صناعة ماليزيا كدولة متقدمة بحلول 2020.
ورغم أن معدلات القيد الإجمالي في التعليم المهني والفني في ماليزيا ما زالت منخفضة حيث تصل إلى 4,2%,حسب إحصاءات اليونسكو 2001, إلا أن ماليزيا تتبع سياسة الدمج بين التعليم العام والتعليم الفني والمهني من خلال مناهج المدارس الماليزية والتي تحتوي على تدريب مهني في سن مبكرة حيث ان منهج المهارات الحيوية يتضمن المهنية الحرفية ، والصيانة ، والإصلاح ، والإنتاج ، ويقدم حتى في المدارس الابتدائية. أما منهج المدرسة الثانوية العليا فان السياسات التعليمية الماليزية تبحث عن روحِ “المنهجِ المتكاملِ”
للمدرسة الثانويةِ : إنّ منهج الثانوية العليا منظم إلى المجالات الاختيارية والإضافية . حيث هناك تسعة مجالات أدرجت تحت المجموعات المهنية و الفنية وهي : مبادئ المحاسبة ، الاقتصاد الأساسي ، التجارة ، العلوم الزراعية ، الاقتصاد المنزلي ، الرياضيات الإضافية ، هندسة الرسم ، هندسة التكنولوجيا ، الاختراع. كل مجال اختياري مهني يوزع أربع فترات تعليمية بالأسبوع أَو 8.5 بالمائة من التعليم الكلي لمنهجِ الثانويِة العليا.
إن استخدام المجالات الاختيارية في منهجِ المدرسة موثّق بشكل جيد في الأدبيات. في الحالة الماليزية ، الفكرة الأساسية لتقديم المجالات الاختيارية في المدارسِ الأكاديمية الثانوية أَن تمكّن الطلاب من تَطوير مصالحهم وكفاءاتهم وإمكانياتهم. المجالات الاختيارية تستهدف تَزويد أساس كافي للطلاب لدخول عالم العملِ أو لمتابعة التعليم العالي.
– ماذا نستفيد في مصر من التجربة الماليزية ؟
أن نجاح أي نظام تعليمي يعتمد بدرجة كبيرة على التخطيط المرتكز على تطوير الطاقات البشرية وترقية ملكاتهم الفكرية ومهاراتهم الذهنية وخبراتهم العملية ،فهي القوة المفكرة والمبدعة والمنتجة بهم يبدأ التطوير وإليهم ينتهي التنفيذ .ولعل ما حققته ماليزيا من نمو اقتصادي وصناعي و اجتماعي مطرد يعكس بوضوح مدى استثمارها للعنصر البشري وتطوير قدراته ومهاراته لاستيعاب التقنيات الحديثة وعدم الوقوع في فخ المعضلات المتعلقة بإفرازاتها السالبة .فأصبحت بحق من الدول المتقدمة تعليمياً حيث تميز نظامها التعليمي بالانفتاح على النظم التعليمية المتطورة فاستفادت من تجاربه ، ولم يقف الأمر عند ذلك ،بل تعداه إلى التطلع إلى جعل ماليزيا عاصمة معلوماتية .
ويجدر بالقائمين على التربية والتعليم الفني في مصر الوقوف على هذه التجربة والاستفادة منها خاصة وأنها تتناسب مع واقعنا الاقتصادي والثقافي والاجتماعي ،وما نتطلع للوصول إليه من تعليمنا .
ومما يجب الاستفادة منه في هذا المجال ما يأتي :
1- تطوير المناهج التعليمية للتوافق مع متطلبات الألفية الجديدة وليكن تطويراً متكاملاً بما تعنيه كلمة التطوير وليس تغييراً جزئياً أو شكلياً .
2- المعلم حجر الزاوية في العملية التعليمية ،ولذا يجب إعادة النظر في برامج إعداده وتدريبه في ضوء متطلبات المرحلة القادمة .
3- تشجيع البحث العلمي ودعم الباحثين والاستفادة من نتائج البحوث والدراسات الميدانية في تطوير العملية التعليمية بكل عناصرها .
4- توثيق العلاقة بين المؤسسات التعليمية والوسائل الإعلامية وتوظيفها والاستفادة من تقنياتها بما يحقق أهداف التربية .
5- دعوة القطاع الخاص للمساهمة في تمويل البرامج التعليمية والنشاطات المدرسية المختلفة.
6- العناية بالبيئة المدرسية بكل مقوماتها .
7- إعادة النظر في برامج النشاط المدرسي وأساليب تنفيذه في المدارس والاستفادة من التجارب الرائدة في هذا المجال.
* وختاماً:
الاستفادة من تجارب الآخرين: من أقوال مهاتير المأثورة «إذا أردت الحج اذهب إلى مكة.
وإذا أردت العلم اذهب إلى اليابان» لذا فقد بدأت ماليزيا في بحث أسباب نهضة اليابان التي أصبحت من أكبر حلفاء ماليزيا في مشروعها نحو التنمية والتقدم.
وكانت الاستفادة كبيرة فيما يتعلق بأخلاقيات العمل والتطور التقني والتميز في المجال الصناعي إلى أن أصبحت الدولة الصناعية الأولى في العالم الإسلامي.