في بعض الأحيان، تكون اللعبة الجميلة مجرد لعبة. وفي أيام أخرى تكون فيها أكثر من ذلك بكثير. بالنسبة للمشجعين السعوديين، كان الثلاثاء أحد تلك الأيام، حيث أذهلت الصقور الأرجنتين، أحد أكثر المنتخبات المرشحة بالبطولة، بهدفين مقابل هدف، في واحدة من أعظم المفاجآت في تاريخ كأس العالم.

لكن هذه اللعبة أعمق بكثير من تغلب داوود على جالوت. إذ أن الصورة التي ظهر فيها أمير قطر مرتديًا وشاحًا سعوديًا يعتبر أمرًا رمزيًا حقًا.

إليكم السبب – حتى العام الماضي، كانت قطر والسعودية متخاصمتين. ففي عام 2017، قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية والتجارية – بجانب ثلاث دول عربية أخرى – متهمة الدوحة بدعم الجماعات المتطرفة، ادعاءات لا تزال قطر ترفضها.

ذلك الضغط الاقتصادي كلف الدوحة مليارات الدولارات.

على مدار السنوات الأربع الماضية، أخبرت مصادر شبكة CNN بشكل خاص أنها اعتقدت أنها كانت حركة مولودة من الغيرة بأن الدوحة فازت بحق استضافة أكبر فعالية رياضية في العالم. بطولة شددت قطر دائمًا على أنها للجميع.

فبحسب حسن الذوادي، أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، فإنه “منذ اليوم الأول، قلنا إن هذه بطولة للمنطقة، ولا تزال بطولة للمنطقة. لقد عملنا وسعينا دائمًا من أجل ضمان أن تمتد فوائد كأس العالم إلى ما وراء قطر لتشمل شعوب المنطقة”.

ثم في يناير 2021، قام “الرباعي” – كما كان معروفًا – بعكس قراره فجأة – وعادت قطر. دليل هذا التقارب كان واضحًا خلال حفل افتتاح. البطولة.

إذ أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كان يرتدي وشاحًا قطريًا إلى جانب أمير قطر. وهو ما يعيدنا إلى الصورة – يوم الثلاثاء – تميم آل ثاني في مباراة السعودية ضد الأرجنتين.

فوز كبير لكلا البلدين على أرض قطر – داخل الملعب وخارجه. ولحظة من الفرح للجماهير العربية من جميع أنحاء المنطقة.