عبد الباقي: مصر تتبنى إنشاء اكاديمية الاتحاد الأفريقي لزراعة القوقعة.. وعرض تجربتنا الناجحة بعد مبادرة الرئيس السيسي للكشف عن ضعف السمع
خليفة: 4 ألاف طفل يحتاجوا زراعة القوقعة في مصر سنويًا..
الشناوي: الإعاقة السمعية رابع إعاقة في العالم..
عثمان: عملية تأهيل الطفل بعد العملية قد تستمر ل 3 أو 4 سنوات تبعاً لاحتياج الطفل
أعلن الأستاذ الدكتور فتحي عبد الباقي، أستاذ جراحة الأذن والأنف والحنجرة بكلية الطب بجامعة الاسكندرية، ورئيس الجمعية المصرية لزراعة القوقعة أن مصر تتبنى إنشاء اكاديمية الاتحاد الأفريقي لزراعة القوقعة في الدول النامية، في إطار دور مصر الريادي في أفريقيا بعد توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لجراحات زراعات القوقعة في الدول النامية الذي تستضيفه مصر هذا العام، بعد أن استضافته جنوب أفريقيا العام الماضي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن انطلاق المؤتمر الدولي الذي تنظمه الرابطة الدولية لزراعة القوقعة في الدول النامية والجمعية المصرية لزراعة القوقعة بعد غد الأربعاء (9-11 أكتوبر)، بحضور 65 خبير ومتحدث من 30 دولة بخلاف الخبراء المصريين، ومن المقرر عرض التجربة المصرية الرائدة في مجال زراعة القوقعة.
وأوضح الدكتور فتحي عبد الباقي رئيس المؤتمر أن إنشاء الاكاديمية الأفريقية لزراعة القوقعة في الدول النامية يأتي لتعميم التجربة المصرية الناجحة في مجال زراعة القوقعة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بعد أن أطلقت المبادرة الرئاسية للكشف عن ضعف وفقدان السمع للمواليد الجدد والتي تشمل المسح السمعي الإجباري لكل المواليد والعلاج وزراعة القوقعة مجانًا للأطفال حال احتياجهم لها.
وأشار إلى أن من ضمن التوصيات التي من المقرر أن ينتهي إليها المؤتمر البدء في اتخاذ الإجراءات القانونية للدخول ضمن المجموعة 77 الخاصة بالدول الناشئة للعمل تحت مظلة الأمم المتحدة.
وأكد أهمية المبادرة الرئاسية للكشف عن ضعف السمع للأطفال من أجل الحفاظ على سلامة النشء والأجيال القادمة، فبموجب هذه المبادرة سيصبح المسح السمعي لحديثي الولادة من سن يوم الى 28 يومًا إلزاميًا، وسوف يتم تسجيل هذا الاجراء بشهادة الميلاد الخاصة بالطفل مثل التطعيمات لدى حديثي الولادة بمصر، وسوف يساعد هذا النظام على تسجيل بيانات كل الأطفال، مما يتيح عمل احصائية دقيقة لحالات ضعف السمع بمصر وتتيح متابعة الطفل حتى يتم تأهيله.
وقال “عبد الباقي” أن المؤتمر يطرح بشكل مفصل التحديات والمشاكل التي تواجهها الدول النامية في بروتوكولات زراعة القوقعة ومشاكل ضعف السمع، مع وضع حلول غير تقليدية للتغلب عليها من خلال حلقات نقاش تفاعلية بالمؤتمر، وطرح كيفية التعاون ما بين الدول النامية فيما بينهم ثم فيما بين الدول النامية والدول المتقدمة في منظومة تدريب كوادر من الأطباء بصفة مستمرة، وعرض التجارب الناجحة في بعض الدول النامية للاحتذاء بها في باقي الدول.
وأضاف أن مصر سوف تتبنى فكرة إنشاء اكاديمية أفريقية لزراعة القوقعة لدعم البرامج المشتركة بين الدول الأفريقية إيماناً بتوجهات رئيس الجمهورية لدور مصر مع الدول الأفريقية الشقيقة، وسيطرح مبادرة تم تقديمها إلى البروفيسور العالمي Thomas Lenarz مدير أكبر مركز زراعة قوقعة في العالم بهانوفر-ألمانيا ووافق عليها اعتباراً من العام القادم وتتضمن استضافة طبيبين سنوياً للتدريب لديه اعتباراً من هذا العام.
وأكد الدكتور عادل خليفة أستاذ جراحة الأذن والأنف والحنجرة بكلية الطب بجامعة طنطا، وسكرتير الجمعية المصرية لزراعة القوقعة أن حوالي 466 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من فقد السمع المُسبب للعجز، منهم 34 مليون طفل، وثلث المصابين بضعف السمع من سكان الدول النامية، حيث أن نسبة الإعاقة السمعية 3 حالات لكل ألف من حديثي الولادة في العالم، وتزيد في مصر.
وأوضح أن 4 ألاف يحتاجون لزراعة قوقعة سنوياً، فى حاجة لزراعة القوقعة سنويًا، وأشار إلى أن تكلفة جهاز القوقعة مرتفع يصل إلى حوالي 200 ألف جنيه، ولكن الدولة استطاعت توفيره بمبلغ 130 ألف جنيه تتحملها كاملة، كما أن عقود الصيانة الجديدة تلزم الشركات بالصيانة لمدة خمسة أعوام.
أكد الدكتور عادل خليفة أن الدول النامية تواجه الكثير من المشاكل والتحديات في هذا مجال زراعة القوقعة وهي مشاكل اقتصادية؛ حيث توجد قوائم انتظار طويلة لزراعة القوقعة، مما يؤدي إلى الاضطرار إلى زراعة القوقعة في أذن واحدة فقط لكل طفل.
أوضحت الدكتورة أميرة الشناوي أستاذ السمعيات و رئيس وحدة زراعة القوقعة بكلية الطب بجامعة القاهرة أن الإعاقة السمعية هي رابع إعاقة على مستوى العالم، وتعد إعاقة مخفية، لا تظهر في بداية الولادة، ولكن الاكتشاف المبكر يساهم بشكل كبير في الحد منها، لكن هناك مجموعة من الإرشادات للأم لتحدد مدى إصابة طفلها بضعف السمع من خلال ملاحظتها أنه لا يظهر رد فعل للأصوات حوله قبل ثلاثة أشهر، ولا يستجيب لأسمه ، ولا يظهر ردود فعل ثابتة للأصوات حوله، ولا يستطيع تحديد اتجاه الصوت ولا يدير عينه عند سماع الأصوات عند عمر 4-6 أشهر، وفي حال ظهور هذه الشكوك و الملاحظات، يجب الإسراع في الكشف.
وارجعت الدكتورة أميرة الشناوي أسباب انتشار ضعف السمع في الدول النامية ومصر إلى عدم لجوء البعض للرعاية الطبية والمتابعة أثناء وبعد الحمل، وتناول العقاقير والأدوية أثناء الحمل بدون الرجوع للطبيب والإصابة بالحصبة الألماني وبعض الأمراض المزمنة أثناء الحمل، وانتشار الزواج بين الأقارب خاصة في صعيد مصر والدلتا والالتهابات والعدوى أثناء فترة الحمل، والحمى الشوكية، والضوضاء.
واشارت الدكتورة أميرة الشناوي إلى أن قرار زراعة القوقعة الإلكترونية يعد الحل الأخير بعد التأكد من عدم مناسبة أي من سماعات الأذن العادية للمرضى المصابين بضعف سمعي حسي شديد إلى كامل (شديد جداً) والذين لم يستفيدوا من السماعات العادية بأي صورة من صورها ٬ وتبدأ عملية زراعة القوقعة من سن عام أو أكثر، ويُفضل ان تتم قبل عمر 5 سنوات للطفل.
وأكد الدكتور فتحي عبد الباقي أن القوقعة الطبيعية تكون كاملة النمو عند الولادة أما بالنسبة للجزء الذي يتم إدخاله في القوقعة فقد صمم بطريقة بحيث يتحمل نمو الجمجمة بعد الولادة، والجزء الخارجي من الجهاز قابل للتطوير.
وأوضح أن موانع إجراء عملية زراعة القوقعة تتمثل في عدم وجود القوقعة أو عدم وجود العصب الثامن الخاص بالسمع.
وأشار الدكتور عادل خليفة إلى أن جراحة زراعة قوقعة الأذن آمنة بشكل عام، لكن هناك بعض المخاطر مثل تضرر أي قدرة متبقية على السمع في هذه الأذن، والتهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (التهاب السحايا) بعد جراحة زراعة قوقعة الأذن عند الأطفال، ولذلك عادةً ما يتم إعطاء لقاحات لمنع التهاب السحايا قبل الزراعة.
وقالت الدكتورة داليا عثمان أستاذ أمراض التخاطب بكلية الطب بجامعة القاهرة وحاصلة على شهادة الكفاءة الاكلينيكية من الجمعية الأمريكية للكلام واللغة والسمع إن المرضى عقب إجراء عملية زراعة القوقعة يمكن للمرضى إدراك خطوات القدم وغلق الأبواب ورنين الهاتف وصوت مفتاح الإضاءة أثناء تشغيله وإيقافه.
وأضافت أن عملية التأهيل للأطفال الذين خضعوا لإجراء زراعة القوقعة، تكون عملية طويلة قد تمتد إلى عامين أو عامين ونصف العام أو أربعة فأكثر، لذلك لا بد من وجود تعاون الأهل والمدرسة ومعالج الكلام واللغة، ولكن العبء الأكبر يقع على الأهل.
وأوضحت الدكتورة داليا عثمان أن من ضمن التحديات ممارسة مهنة التخاطب من أشخاص غير مؤهلين في بعض الأماكن وعدم وجود عدد كافي من أطباء التخاطب ومعالجين الكلام واللغة خاصة في المناطق والمحافظات النائية.
وأكدت الدكتورة داليا عثمان إن هناك عدد من الصعوبات تواجه الطفل الذي لديه القوقعة وهي التعرف على كلام المُعلم وفهمه في وجود ضوضاء، وتأخر التحصيل الأكاديمي لدى بعض التلاميذ، وعدم تفهم أو وعى بعض المعلمين بمشاكل الطفل، بالإضافة إلى صعوبة بعض المناهج وعدم توافر الكثير من الفصول المُجهزة سمعياً، وقلة فرص العمل المُتـاحة لهم، وعدم ملائمة بيئة العمل في بعض الأحيان، وقلة الوعي والتثقيف بما تعنيه زراعة القوقعة ومتطلباتها وكيفية العناية بها والنتائج المُتوقعة والتأهيل اللازم.
كما أشارت الدكتورة داليا عثمان أن زراعة القوقعة تجعل مشاهدة التلفاز أسهل – خاصةً عندما يمكن للمُشاهد رؤية وجه المتحدث، بينما يكون الراديو أكثر صعوبة حيث لا توجد إشارات مرئية متاحة.
وبخصوص استخدام الهاتف الجوال، أوصت الدكتورة أميرة الشناوي باختبار الجوال قبل شرائه لمعرفة ما إذا كان يسبب تداخل مع القوقعة أم لا حيث أن هناك بعض الأنواع التي قد تتداخل مع الإشارة السمعية بالجهاز، وأضافت أن هناك وسائل تكنولوجية حديثة تساعد المريض على استخدام الهواتف والجوالات بشكل أفضل.
كما حذرت من التعرض لأجهزة كشف المعادن في المطارات والفنادق لأن بها مجال قوى للأشعة الكهرومغناطيسية التي تؤثر على جهاز القوقعة، وإن كان لابد من ذلك فيجب على المريض أن يغلق معالج الكلام الخارجي أثناء المرور من خلال أجهزة كشف المعادن، ووفي حال السفر جوًا يجب إغلاق جهاز القوقعة الإلكترونية مثل إغلاق باقي الأجهزة مثل الجوال.
وأكد الدكتور فتحي عبد الباقي أنه يمكن إجراء فحص بالأشعة العادية والمقطعية بالنسبة لمريض زراعة القوقعة، ولكن لا يجب إجراء أشعة الرنين المغناطيسي إلا في الحالات الطارئة بعد استشارة الجراح الذي قام بإجراء العملية الجراحية والتنسيق بينه وبين طبيب الأشعة قبل عملها، ويمكنهم الغوص في الماء لكن بعد استشارة الجراح مع خلع الجزء الخارجى أو ارتداء مانع الماء.
و أضافت الدكتورة أميرة الشناوى، أن هناك عدد من الاليات والحلول التي يمكن اتباعها لخفض نسبة ضعف السمع في مصر، خاصة ان هناك 50% من حالات ضعف السمع والصمم يمكن تجنبها، على سبيل المثال؛ عن طريق علاج العدوى التي تصيب الاذن والالتهابات السحائية، وتوفير التطعيمات ضد الحصبة الألمانية والحمي النكافية والحصبة، والتطعيم و الوقاية من الالتهاب السحائي والحمى الشوكية، وحل مشكلات الولادة المبكرة أو قلة وزن المولود ، والحفاظ على الأذن من الضوضاء العالية، كما أن هناك عوامل كثيرة يُمكن أن تساهم في الحد من الأثار السلبية للإعاقة السمعية، وعلى رأسها التشخيص والاكتشاف المبكر لضعف السمع؛ مما يؤدي إلى التأهيل المبكر و تحقيق النتائج المرجوة بشكل أفضل و أسرع؛ و هذا ما تنفذه المبادرة الرئاسية للمسح السمعي الألزامي لحديثي الولادة في مصر، و التى سوف يكون لها أثر كبير و فعال في هذا الشأن.