مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

تحليل لـCNN: لماذا سيقوم بوتين بأكبر عملية ضم للأراضي في أوروبا منذ 1945؟

تحليل-لـcnn:-لماذا-سيقوم-بوتين-بأكبر-عملية-ضم-للأراضي-في-أوروبا-منذ-1945؟

تحليل من تيم ليستر  بشبكة CNN

(CNN)– من المقرر أن يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، اتفاقيات من شأنها أن تضم إلى روسيا آلاف الأميال المربعة من الأراضي الأوكرانية فيما سيكون أكبر ضم قسري للأراضي في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وسيتم توقيع الاتفاقيات في حفل في الكرملين، بعد 3 أيام من الاستفتاءات التي أجريت على عجل، واختتمت في المناطق الأربع في أوكرانيا، والتي ستعتبرها موسكو الآن أراض روسية.

ووفقا للكرملين، سيلقي بوتين خطابا ويلتقي بالقادة المدعومين من روسيا في المناطق المحتلة الأربع.

ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون رفضا قاطعا الضم المخطط له للمناطق الأربع ( دونيتسك ولوغانسك وجزء كبير من خيرسون وزابورجيا)، وهي مساحة شاسعة من الأراضي الأوكرانية تحتوي على الصناعات الثقيلة والأراضي الزراعية الغنية وقناة المياه العذبة المهمة لشبه جزيرة القرم.

وتعد دونيتسك ولوغانسك موطنا لجمهوريتين انفصاليتين تدعمهما موسكو منذ 2014 ، بينما تسيطر القوات الروسية على خيرسون وأجزاء من زابورجيا منذ فترة وجيزة بعد بدء الغزو في أواخر فبراير/ شباط.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه إذا استمر الكرملين في الضم، فإن أي مفاوضات مع بوتين ستكون مستحيلة.

وإجمالا، تخطط روسيا لرفع علمها على مساحة تزيد عن 100 ألف كيلومتر مربع (38600 ميل مربع) من الأراضي الأوكرانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي وبعد استفتاءات رفضتها الغالبية العظمى من الدول، واعتبرتها “لاغية وباطلة”، بما في ذلك بعض أصدقاء روسيا مثل صربيا.

وفي حين أن المجتمع الدولي سيرفض خطة روسيا في انسجام تام (مع توقعات تأييد سوريا وكوريا الشمالية لموسكو) ، فإن الضم يغير “الحقائق على الأرض” ويقلل من احتمالات أي تسوية تفاوضية.

وهناك فرق كبير بين الانسحاب من الأراضي المحتلة (كما فعل الروس في أبريل/ نيسان عندما انسحبوا من معظم شمال أوكرانيا)، والتخلي عن المناطق التي تم استيعابها رسميا واحتفاليًا في الوطن الأم، خاصة بالنسبة لزعيم مثل بوتين مع “روسيا الكبرى”.

وفي الواقع، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الأسبوع الماضي، إنه بمجرد دمج ما يسمى بـ”الجمهوريات” في الاتحاد الروسي “لن يتمكن أي زعيم مستقبلي لروسيا، ولن يتمكن أي مسؤول واحد من التراجع عن هذه القرارات”.

كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم السبت، قائلا إنه بمجرد أن يرفرف العلم الروسي فوق هذه المناطق، فإنهم مؤهلون لنفس مستوى الحماية مثل أي جزء آخر من الاتحاد الروسي.

كما قال ألكسندر باونوف من مؤسسة كارنيجي في الأسبوع الماضي، إن الرسالة التي وجهها الكرملين إلى حلفاء أوكرانيا هي: “لقد اخترتم قتالنا في أوكرانيا، وتحاولون الآن قتالنا في روسيا نفسها، أو على وجه الدقة، ما نسميه روسيا.”

والجزء الثاني من تلك الرسالة، الذي تم توضيحه في خطاب بوتين الذي أعلن عن التعبئة الجزئية، هو أن أي هجوم على ما يعتبر أرضا روسية يدعو إلى الانتقام الشامل.

وفي عام 2020، وقع بوتين مرسوما بتحديث العقيدة النووية الروسية التي سمحت باستخدام الأسلحة النووية “في حالة العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية، عندما يكون وجود الدولة ذاته تحت التهديد”.

وتعريف هذا التهديد ليس واضحا تماما، ولكن في الأسبوع الماضي أصدر الرئيس الروسي تحذيره الأكثر وضوحًا حتى الآن: “سنضمن وحدة أراضي وطننا واستقلالنا وحريتنا، وسأؤكد ذلك مرة أخرى، بكل الوسائل المتاحة لنا.. وأولئك الذين يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية يجب أن يعلموا أن الرياح يمكن أن ترتد إليهم.”

وبالنسبة لمعظم المراقبين، فإن مثل هذه التحذيرات الرهيبة هي مناورة يائسة، وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعتقدون أن بوتين سيلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، رغم أنهم لا يستطيعون استبعاد هذا الاحتمال.

وقالت مصادر متعددة، لشبكة CNN، يوم الأربعاء، إن التهديد بالتأكيد “عالي الدرجة” مقارنة بما كان عليه في وقت سابق من العام، فيما حذرت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة روسيا بشكل سري من اتخاذ مثل هذه الخطوة الكارثية.

ولكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن روسيا تخطط لاستخدامها وشيكًا وأن “التقييم العام لم يتغير”، على حد قول أحد المصادر المطلعة على المعلومات الاستخباراتية.

وقد يأمل بوتين أيضًا في أن تؤدي احتفالات ضم الأراضي الجديدة إلى ترسيخ الرأي العام وراء أهدافه، بعد أسبوع انتشرت فيه الشكاوى والاحتجاجات بشأن التعبئة الجزئية سيئة التنفيذ.

ولقد تمتع الرئيس الروسي بشعبية عالية بعد ضم شبه جزيرة القرم بعد ما يسمى بـ”استفتاء” مماثل في عام 2014، لكن الكثير قد تغير منذ ذلك الحين، فروسيا مثقلة بالعقوبات (وستؤدي عملية الضم إلى المزيد) وتكبدت ما لا يقل عن 70 ألف ضحية في أوكرانيا، وفقا لمسؤولين أمريكيين وفي حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال أناتول ليفين، مدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي، لشبكة CNN، الأسبوع الماضي، إن هدف بوتين الحقيقي هو “إقناع الولايات المتحدة و/ أو الأوروبيين بأن يكونوا جادين في التفاوض على تسوية لإنهاء الحرب من خلال إظهار أنه بخلاف ذلك، فإن روسيا ستتخذ خطوات تصعيدية جذرية لن تجبر الغرب فقط على التصعيد، ولكنها ستستبعد أيضا أي سلام محتمل لفترة طويلة مقبلة”.

وإذا كان الأمر كذلك، فقد يصاب بوتين بخيبة أمل، فليس هناك ما يشير إلى أن أوكرانيا أو الحكومات الغربية تستجيب لمثل هذا التحذير، فقد أعلنت الولايات المتحدة عن مجموعة أخرى من الأسلحة عالية التقنية لأوكرانيا، بما في ذلك المزيد من وحدات نظام الصواريخ “هيمارس”، والتي غيرت ساحة المعركة.

ومن جانبها، فإن القوات الأوكرانية، بعيدا عن التفكير مرتين في الخطر الأكبر لمهاجمة المناطق التي تعتبرها موسكو الآن ملكا لها، تسرع من هجومها في منطقة دونيتسك، والقوات الموالية لروسيا في بلدة ليمان وما حولها على وشك أن تُحاصر، وإذا أُجبروا على تسليم الأراضي الواقعة في قلب دونباس، والتي سيتم اعتبارها في غضون أيام في الكرملين كأرض روسية، فسيكون ذلك اختبارا مبكرا للخط الأحمر الذي رسمه بوتين مؤخرا.

وقال جون ولفستال، المسؤول السابق في الحد من التسلح النووي في إدارة باراك أوباما، على تويتر: “لقد منحنا بوتين خيارا – قبول إعادة رسم الحدود بالقوة وتجنب التهديدات النووية (في الوقت الحالي) أو رفض الاستفتاءات الزائفة ومساعدة أوكرانيا في الحفاظ على نفسها ومفهوم الدولة القومية وقبول المخاطر النووية “.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً