مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

بقلم / راندا إبراهيم - استشارى تطوير اعمال شركة ايماك لتصنيع الحاسبات - مجموعة الخرافى

خطر التغيير المناخي على مستقبل الأمن الغذائي

التغيير المناخي من القضايا الهامة التى تمثل خطرًا شديدًا على الأمن الغذائي العالمي ، حيث يوثر على الموارد المتاحة للأجيال القادمة و يزيد من معدلأت.
من الظواهر المصاحبة للتغييرات المناخية التغيرً في أنماط الطقس الذى يوثر بشكل مباشر على الإنتاجية الزاعية وخاصة
في البلدان الفقيرة.
من التداعيات الناتجة عن قضية التغير المناخي، وأبرزها تلك المتعلقة بالمحاصيل الزراعية التى تؤدى إلى إنخفاض المعروض وارتفاع الاسعار بشكل كبير .
ولكي نتمكن من فهم التأثيرات السلبية على الأمن الغذائي، من الضروري فهم ركائز الأمن الغذائي الأساسية؛ وهي: “التوافر”، والوصول”، والاستخدام”، والاستقرار”.
وتتعلق الركيزة الأولى “التوافر” بمدى توفر الغذاء الكافي، أي القدرة الكلية للأنظمة الزراعية على تلبية الطلب على الغذاء. وتشمل أبعاده الفرعية المتعلقة بالزراعة المناخية لإنتاج المحاصيل والمراعي ومجموعة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تحدد مكان وكيفية أداء المزارعين ومدى استجابتهم للأسواق.
أما الركيزة الثانية “الوصول” فتُعنى بمدى قدرة الأفراد على الوصول إلى الموارد الكافية للحصول على أغذية مناسبة لنظام غذائي مغذي. والعنصر الأساسي في هذه الركيزة هو القوة الشرائية للمستهلكين وأسعار المواد الغذائية. ومع ذلك، لا يلزم أن تكون هذه الموارد نقدية بشكل حصري. وتشمل الركيزة الثالثة “الاستخدام” جميع جوانب التغذية المتعلقة بسلامة الأغذية وجودتها عبر السلسلة الغذائية بأكملها. وتتعلق الركيزة الرابعة “الاستقرار” بمدى إمكانية تعرض الأفراد لخطر كبير بفقدان وصولهم بشكل مؤقت أو دائم إلى الموارد اللازمة للحصول على غذاء كاف نتيجة وجود حالة مع عدم الاستقرار. وفي هذا الصدد تعتبر تغيرات المناخ أحد أهم الأسباب لعدم الاستقرار التي تحد من القدرة على الوصول إلى الغذاء.
وتبدو مشكلة التغير المناخي أكثر وضوحاً في حالة الفاكهة والخضروات، التي تعتبر عنصراً أساسياً في النظم الغذائية الصحية؛ فمن المتوقع حدوث انخفاض في إنتاج وملاءمة هذه الأنواع في ظل درجات الحرارة المرتفعة خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث يقلل الإجهاد الحراري من ثبات الفاكهة ويسرّع من نضج الخضروات؛ ما يؤدي إلى خسائر في الإنتاج، وتدهور في جودة المنتج، وزيادة في فقد الطعام وهدره.
إن دعم وتعزيز البحث والتطوير في دول العالم بات مهماً وضرورياً، حتى يكون له دور فاعل في تخطيط المستقبل ووضع حلول لما قد نواجه من تحديات، فالدول المتقدمة تعتمد في رسم خططها وقراراتها على توافر البيانات والنتائج البحثية التي تبنى على أسس علمية. وقد جاء في التقرير الدوري الصادر عن مجلس التجارة والتنمية التابع لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) جملة من التوصيات في هذا السياق. حيث ركز فيه الخبراء على أهمية ضخ استثمارات إضافية في البحوث الزراعية مع التركيز على المعلومات المتعلقة بتغير المناخ والإرشاد الزراعي وتبني تقنيات ري جديدة وتطوير الهياكل الزراعية الأساسية.

ستكون المرحلة القادمة بحاجة إلى وجود دراسات بحثية تركز على تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والتركيز على التقدم التكنولوجي للحد من تأثير تغيرات المناخ. ومن المهم وضع سيناريوهات لما قد يصاحب هذه التغيرات. ومن وجهة نظر الأمن الغذائي، فإن دراسة مدى تأثير تغيرات المناخ على الغطاء الزراعي وتنوع المحاصيل التي تزرع في المناطق المختلفة باتت مهمة؛ لكي نتمكن من استقراء التغيرات القادمة والتحضير لاستراتيجيات جديدة قد تغير نظرتنا لقضية شح المياه ووفرة السلع الزراعية.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً