تحليل من كريس سيليزا، محرر CNN للشؤون السياسة الأمريكية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– دونالد ترامب ليس من يمكن مجادلته بشأن الأخلاق عندما يكون المال على المحك. في مجال الأعمال، يعيش دائمًا بمبدأ بسيط: كل ما يهم هو الفوز. والفوز يقيمه من لديه أكبر قدر من المال.
وهو ما يقودنا إلى تعليق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على موقعه الجديد للتواصل الاجتماعي Truth Social.
قال ترامب: “كل لاعبي الغولف الذين يظلون مخلصين لبطولة PGA الخائنة للغاية، بجميع أشكالها المختلفة، سيدفعون ثمنا باهظا عندما يأتي الدمج مع بطولة LIV الذي لا مفر منه، ولن تحصلوا على شيء سوى الشكر من مسؤولي PGA الذين يجنون ملايين الدولارات سنويا”. وأضاف: “إذا لم تأخذوا المال الآن، فلن تحصلوا على أي شيء بعد حدوث الاندماج”.
لنعد خطوة سريعة إلى الوراء.
بطولة LIV للغولف هي المنافس الجديد لبطولة PGA، وتتلقى أموالًا من صندوق الثروة السيادي السعودي، وتدفع للاعبي الغولف البارزين مبالغ باهظة للعب في دوراتها. حتى الآن، جندت حفنة من الأسماء الكبيرة، أبرزهم فيل ميكلسون وداستن جونسون، فيما يقود أسطورة الغولف غريغ نورمان جهود LIV.
تسببت بطولة LIV في غضب كبير بين دعاة حقوق الإنسان الذين أشاروا إلى أن النظام السعودي لديه تاريخ من السلوك القمعي، كما أشاروا إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في عام 2018.
قال فيل ميكلسون، أحد أبرز الأسماء المشاركة في بطولة LIV، في مقابلة لكتاب عن حياته، إن السعوديين “مخيفيين”، لكنه أضاف: “هذه فرصة لا تتكرر في العمر لإعادة تشكيل كيفية عمل بطولة PGA التي تحب التظاهر بأنها ديمقراطية، لكنها في الحقيقة ديكتاتورية. وتتبع أسلوب فرق تسد”.
ترامب، بالطبع، لديه دوافع أنانية للترويج لبطولة LIV. من المقرر أن تستضيف ملاعب الغولف الخاصة به ليس حدثًا واحدًا، ولكن حدثين العام الجاري، دورة في بدمينستر بنيوجيرسي، في وقت لاحق من الشهر الجاري، والحدث الأخير لموسم LIV في دورال بفلوريدا في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
تعامله مع LIV يدور حول الانتقام أيضًا.
كان من المفترض أن يستضيف ملعب ترامب في نيوجيرسي بطولة 2022 PGA، في إشارة كبيرة على أن ترامب الذي كان يائسًا دائمًا للحصول على موافقة نخبة مجتمع الغولف قد حصل على مبتغاه أخيرا.
ولكن في أعقاب أعمال الشغب في الكونغرس في 6 يناير 2021، وسط الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئيسية، صوتت رابطة لاعبي PGA لتجريد ملعبه من البطولة، ونقلها في النهاية إلى أوكلاهوما.
في حديثه إلى مجلة Golf Digest في وقت سابق من العام الجاري، أعرب ترامب عن صدمته لأنه تم انتزاع البطولة منه، قبل أن يروّج للدور الذي سيلعبه مع بطولة LIV.
قال ترامب عن المديرين التنفيذيين في LIV: “لقد عقدت صفقة معهم”، مضيفا: “إنهم أشخاص جيدون للغاية. غريغ نورمان رجل نبيل، وقد أراد أن يفعل ذلك منذ سنوات والآن لديه الداعمين المناسبين لأنه، كما تعلمون، [المال السعودي] غير محدود. يمكنهم القيام بالمهمة بشكل صحيح”. وتابع ترامب: “أعتقد أنه عندما تدفع جائزة المركز الأول بمبلغ 6 أو 7 ملايين دولار، أعتقد أن الكثير من الناس سيحضرون”.
لم يذكر ترامب في تصريحاته أي شيء عن مقتل خاشقجي أو عن احتجاج أسر ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول على استضافة ملاعبه لبطولة LIV غولف المدعومة سعوديا، وسط اتهامات له ولآخرين ممن يشاركون في بطولة LIV بأنهم يستخدمون الرياضة في “غسل سمعة” السعودية مقابل مكاسب مالية ضخمة.
لم يدع ترامب أبدًا الأخلاق تقف في طريق صفقة تجارية جيدة. وإذا كانت أمامه فرصة أيضا في الطريق لمعاقبة أعدائه، فهذا أفضل بالنسبة له.
هذا هو السبب في أنه من المنطقي أن يقف ترامب مع بطولة LIV للغولف: يمكنه كسب المال، وجذب الانتباه، وإيذاء بطولة PGA في طريقه. وهذا يعني تحقيق 3 مكاسب معًا في عالم ترامب، بصرف النظر عن المخاوف الأخلاقية.
