مدير التحرير

وفاء رمضان
Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مدير التحرير

وفاء رمضان

رأي.. بشار جرار يكتب عن استهداف الحدود الأردنية مع سوريا بالمخدرات والإرهاب: نهاية الحبل الممدود

رأي.-بشار-جرار-يكتب-عن-استهداف-الحدود-الأردنية-مع-سوريا-بالمخدرات-والإرهاب:-نهاية-الحبل-الممدود

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة – الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

بين العاطفة والسياسة ثمة بون واسع كما بين الشعرة والحبل. في التراث العربي الإسلامي السياسي مازالت “شعرة معاوية” مضرب مثل في الحرص على عدم انقطاع الود أو أقله التواصل لتسيير الحال حتى يتسنى تغييره. فيما في الثقافة السياسية الأنجلو أمريكية يتعمد دهاقنة الدبلوماسية مدّ وإرخاء الحبل لمن يصر على التمادي حتى يقع في شر أعماله. نجحت هذه السياسة حتى عسكريا فيما يعرف بالاستدراج الميداني بما في ذلك توظيف ثقافة الخصم لما يعجّل في اندحاره وحتى انتحاره. نفخ صورة الآخر إلى حد العمى جراء انتفاخ الأنا يؤدي بالخصم إلى التهور القاتل.

أحد عشر عاما من الأحداث السورية (الثورة، الأزمة، الحرب) كلها مرادفات لا تختلف ميدانيا على تابوهات لا ينبغي المساس بها بإجماع الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة بشكل أو بآخر في تداعيات “الربيع العربي” وفي مقدمتها “مد الحبل” لكثير من العواصم الراعية لتنظيمات إرهابية، كثير منها في حرب داخلية ضروس.

إيران في نظر كل ساكني البيت الأبيض منذ الرئيس الأسبق الديمقراطي جيمي كارتر، هي الراعية الأكبر للإرهاب في العالم. وإن كانت مقتضيات حرب داعش قد سمحت بصرف النظر عن تمدد أذرعها في العراق وسوريا فإن من الجبهات التي كانت محرمة عليها وبضمان روسي، الحدود الجنوبية مع الأردن وإسرائيل.

فبماذا تبرر طهران الإلحاح في استهداف الأردن عبر الأراضي السورية وبوتيرة متصاعدة لم تقف عند حدود المخدرات بأنواعها وإنما الأسلحة وباستخدام وسائل عدائية عدة من بينها الطائرات المسيرة؟ لماذا يصر من يقف وراء هؤلاء المهربين الذين ثبت كما أعلنت مصادر قريبة من صنع القرار من عمّان “ارتباطها بتنظيمات موالية لإيران ومن ضمنها حزب الله اللبناني؟”

مع ازدياد توتر ملفي أوكرانيا وإيران، وارتفاع عمليات القصف الإسرائيلي الجوي لأهداف إيرانية في سوريا فضلا عن تفجر الساحة الإيرانية الداخلية بسلسلة من التفجيرات والحرائق والانتفاضات والاغتيالات النوعية التي طالت قادة في الحرس الثوري الإيراني، ثمة من توهم فتح جبهة لتنفيس تلك الضغوط أو مقايضتها تفاوضيا بعد إعلان إدارة بايدن قرارها النهائي برفض رفع الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب.

وفيما بدا استجابة لتحذير العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من مغبة استغلال إيران فراغا يشكله انسحاب روسي من جنوب سوريا، كما ورد في مقابلة أجراها الجنرال المتقاعد هربت ماكمستار أول مستشار أمن قومي للرئيس السابق دونالد ترامب، وردت إشارات من موسكو ودمشق تفيد بالحرص على “عدم السماح بأي نشاط معاد للأردن” فهو شريك لروسيا وأمريكا معا لا بل والأمم المتحدة في تصنيف التنظيمات المسلحة في سوريا، وهو أيضا من حمل ملف التطبيع العربي مع سوريا إلى إدارة بايدن في قمتين لم تفصل بينهما سوى عشرة أشهر.

لعل في طهران عاقل يحسن التفريق بين الشعرة المرخية والحبل الممدود..

فيسبوك
تويتر
واتسآب
إيميل
طباعة

أقرأ ايضاً